أصدرت قناة "النهار"، قرارًا اليوم الجمعة، بتعليق إذاعة برنامج "صبايا الخير"، الذي تقدمه الإعلامية ريهام سعيد، والتحقيق مع القائمين عليه، على خلفية حلقة البرنامج، التي شهدت بث صور فاضحة للفتاة المعروفة إعلاميًا باسم "فتاة المول"، الضجة التي أثيرت حول تلك الأزمة، فتحت بابًا للتساؤل حول ما يقدمه الإعلام في ظل حالة من "الفوضى"، وفق تحليل الخبراء الإعلاميين. وقال حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن أزمة "صبايا الخير" نتاج طبيعي للانفلات الإعلامي، وعدم وجود تشريعات ولا قوانين تنظم العمل الإعلامي، إضافة لغياب المهنية، مشيرًا إلى أن الساحة الإعلامية بحاجة لتغيير بعض الوجوه الموجودة فيها، وتحديد التي لا علاقة لها بالعمل الإعلامي، ووجود كيان إعلامي يحاسب المقصر، ويحدد من هو الإعلامي، وليس أن يتولى تلك الوظيفة "أي شخص مشهور فحسب"، حسب وصفه. وأضاف: "نحتاج قانون موحد ينظم مهنة الإعلام ككل في الصحافة والتليفزيون وغيرها من الوسائل، عمومًا المشروعين لدى الحكومة وفي انتظار موافقتها عليهما". وأكد سامي الشريف، وزير الإعلام الأسبق، أن هذه المشكلة ترجمة لواقع يعيشه الإعلام المصري منذ فترة، بعد مراحل التردي والفوضى في ظل غياب معايير وضوابط مهنية، وتسلق مقدمي البرامج غير القادرين على تحمل مسؤولية الكلمة. اعتبر الشريف أن ما حدث في "صبايا الخير" هي مخالفة مهنية وقانونية وأخلاقية، متابعًا: "استضافة شخص واختراق خصوصياته أمر مُجرم قانونًا، ولا يتفق حتى مع أخلاقياتنا كمجتمع شرقي". وشدد على أن التراشق الإعلامي الذي حدث بين ريهام والإعلاميين، الذين اتخذوا من سقطتها مجال للسجال أمر لا يليق، مكملًا: "شاهدنا حالة من الشرشحة والردح الإعلامي على شاشات التليفزيون وهو أمر لا يليق بدولة نامية ولا حتى متخلفة". وأكد أن الإعلام الذي يقدم نوعية من البرامج المماثلة ل"صبايا الخير" غير مهني ويضيع حق الضيف، معقبًا: "فالمذيع يتصور نفسه وكأنه إله أو مالك للقناة، ويجلس على كرسيه يتحدث بكل ثقة، وهذا يؤكد المقولة الخاصة بأنه من آمن العقاب أساء الأدب، والخارجين عن القانون واثقين بأنه لا يوجد من يحاسبهم". وأرجع الشريف تصرف "النهار" مع "صبايا الخير" بأنه نوع من المحاسبة، واصفًا القائمين عليها ب"محترمين، وأنهم لن يتركوا الأمر يؤثر على قناتهم ولا يبعد الشعب عن متابعتها".