كتب - ماهر أبو عقيل قوتان ضاربتان، بينهما عامل مشترك هو التميز والتخصص، برغم البعد الجغرافي بينهما، لكن علاقات وطيدة تجمع بين مصر "الدولة الإفريقية" والهند "الدولة الأسيوية"، وذلك في مناح عديدة ومتنوعة. سعد زغلول وغاندي: العلاقة الطيبة بين مصر والهند؛ بدأت قبل إعلان مصر جمهورية عقب 23 يوليو 1952، حيث كان هناك اتصالات تربط بين الزعيمين المصري سعد زغلول، والهندي المهاتما غاندي، بالنظر لتشابه مبادىء الحركة الوطنية في البلدين، فيما يتعلق بالسعي للحصول على الاستقلال من بريطانيا، وأيضا الحفاظ على الوحدة الوطنية سواء بين طوائف المجتمع. ناصر ونهرو انتهج الزعيمين المصري جمال عبالناصر، والهندي جواهر لال نهرو؛ توجها واحدا في السياسة الخارجية، وشكل انضمامهم لحركة عدم الانحياز قاعدة قوية لقام علاقات مصرية هندية، حيث نشأت صداقة وطيدة بين عبدالناصر ونهرو منذ فعاليات مؤتمر باندونج عام 1955. وفي عهد "ناصر" وقفت الهند إلى جوار مصر، في حوادث تاريخية عديدة، في العدوان الثلاثي على مصر، دافع نهرو عن القضية المصرية، ووصل لحد تهديد الكومنولث البريطاني بانسحاب بلاده منه، وعام 1967 أيدت الهند موقف مصر ضد العدوان الإسرائيلي. السادات والهند: في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، أيدت الهند مبادرة السلام عام 1977، وقالت عن زيارته للقدس إنها شجاعة وإيجابية، وبعدها بعامين استمر دعم الهند لسياسة السادات، ووصفت اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 بالخطوة الأولى في سبيل تسوية مشكلة الشرق الأوسط. الهند ومبارك: زار الرئيس الأسبق حسني مبارك، دولة الهند خلال أعوام 1982 و1983 و 2008، وذلك لحضور قمة عدم الانحياز بنيوديلهي وأيضا لبحث أوجه العلاقات المنبادلة بن مصر والهند. ومنحت الهند "مبارك" جائزة جواهر لال نهرو للسلام والتفاهم الدولي عام 1995، كما شمل العهد المباركي مجموعة من الزيارات الهامة بين البلدين، وعددها نحو 31 زيارة لوزراء وسفراء ورجال دين ورموز دولة خلال حكم مبارك. الهند ومرسي: في مارس 2013، قيام الرئيس الأسبق محمد مرسي، بجولة أسيوية زار فيها دولة الهند قادما من باكستان، الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام استقبله فيها وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي إيه أحمد. وقام "مرسي" بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات المصرية الهندية ومذكرات تفاهم بين الدولتين. الهند والسيسي: أعلنت الهند تأييدها خارطة الطريق بعد ثورة 30 يونيو 2013، وبعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات؛ أرسل الرئيس الهندي برناب موخيرجي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندارا مودي، برسالة تهنئة للسيسي وذلك في 4 يونيو 2014. وتأتي زيارة "السيسي" الحالية للهند على خلفية لقاءه المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الهندي في يونيو الماضي، وتطلع مصر لاستمراية العلاقات الثنائية مع الهند في مختلف المجالات. العلاقات الاقتصادية والتجارية: تتميز الهند بالخبرات الفائقة في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويجمع مصر والهند شراكة وتعاون في الصندوق الاجتماعي للتنمية بمصر، واتفاقية الصندوق والهيئة العربية للتصنيع، وذلك للاستفادة من الخبرات الهندية في مجال البرمجيات وصناعة الحاسب الآلي، وتشترك مصر والهند في: 1-التبادل التجاري: يوجد في مصر 50 شركة هندية، يبلغ حجم استثماراتها 3 مليارات دولار، ويبلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 5 مليار دولار سنويا، حيث تصدر مصر للهند القطن الخام، وأسمدة خام، وأسمدة مصنعة، وبترول خام ومنتجاته، وكيماويات عضوية وغير عضوية، وجلود، ومصنوعات معدنية. وتستورد مصر من دولة الهند غزل القطن، والسمسم، والشاي، والبن، والتوابل، و منتجات صيدلانية، ومعدات متنوعة، وقطع غيار وسائل نقل، ومطاط صناعي ومنتجاته. 2- الاتفاقيات الاقتصادية: يربط مصر والهند نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري، منذ عام 1966 وحتى الآن، وذلك في مجالات متنوعة خاصة بالنقل البحري والطران المدني والنقل ومجالات الزراعة والتبادل التجاري، ومجال السياحة وتنمية الصناعات الصغيرة ومنظومة الصناعات، بالإضافة إلى التعاون الجمركي والتعاون الفني والتكنولوجيا . 3- العلاقات الثقافية: يربط مصر والهند اهتمام كبير في المجال الثقافي والأكاديمي، والحرص على المشاركة المستمرة فى المهرجانات الثقافية والفنية بالبلدين، فضلا عن مجالات التعاون الثقافى في: الترميم وصيانة الآثار، وإقامة معارض للآثار المصرية في الهند .