رغم غضب أنقرة من موسكو.. روسيا تؤكد بقاء مشروع غاز «تركيش ستريم»

على الرغم من الخلافات السياسية الحادة بين موقفي روسيا وتركيا، إزاء الأزمة السورية، ورغم استدعاء أنقرة السفير الروسي لديها بسبب تسليح روسيا الأكراد، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الاتفاقات بين موسكو وأنقرة بشأن مشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا "تركيش ستريم" السيل التركي باقية.
وقال الوزير الروسي، خلال كلمة في مجلس النواب، إن "الاتفاقات السياسية باقية، لأن الرئيس أردوغان أكد ذلك للرئيس بوتين عندما كان في موسكو في 23 سبتمبر الماضي خلال افتتاح مسجد موسكو الكبير". وأوضح لافروف للنواب الروس أنه قبل انتهاء الانتخابات التركية ليس لدى أحد التفويض لتوقيع الاتفاقية الحكومية المتعلقة بالمشروع.
ويهدف مشروع "السيل التركي" إلى بناء خطوط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها للحدود التركية اليونانية، حيث من المفترض أن يبنى مجمع للغاز عند الحدود التركية اليونانية، ما يسهل إمداد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز الروسي، دون المرور بأوكرانيا، حيث تعمل روسيا حاليا على الاستغناء عن خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية.
من جهة أخرى، تستعد تركيا لانتخابات برلمانية جديدة في شهر نوفمبر المقبل، بعد التعثر في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة، بعدما خسر حزب "العدالة والتنمية الإسلامي" المحافظ الحاكم خلال انتخابات يونيو الماضي الأغلبية المطلقة في البرلمان للمرة الأولى منذ توليه الحكم.
ودعا لافروف النواب إلى انتظار انتهاء الانتخابات وتشكيل الحكومة في تركيا ليتم توقيع الاتفاقية المتعلقة ب "السيل التركي". وهو ما فسره المراقبون بوجود مخاوف لدى موسكو من أن تنعكس الخلافات السياسية الحادة بين بوتين وأردوغان بشأن الأزمة السورية على التعاون الاقتصادي عموما، والتعاون في بناء هذا الخط الذي سينقذ روسيا من الضغوط الغربية عبر أوكرانيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار في وقت سابق إلى إمكانية إعادة النظر في مسألة شراء الغاز الروسي وبناء محطة الطاقة النووية "أكويو" في جنوب البلاد والتي تتألف من أربعة مفاعل بقدرة 1200 ميجاوات، وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلات الروسية للأجواء التركية خلال العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد الإرهاب في سوريا. وظهرت أنباء في وسائل الإعلام التركية تلمِّح إلى إمكانية الاستغناء عن الغاز الروسي في حال ظلت روسيا على مواقفها من الأزمة السورية.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي علي رضا ألابويون عدم وجود مشاكل تواجه التعاون بين روسيا وتركيا في مجال الطاقة، نافيا مسألة عزوف تركيا عن شراء الغاز الروسي. وقال الوزير التركي: "ليس لدينا مشاكل مع روسيا في مجال الطاقة. روسيا بالنسبة لنا مورد جيد، ونحن بالنسبة لروسيا مشتري جيد، حيث أن نحو 60٪ من احتياجاتنا من الغاز نحصل عليها من روسيا. نحن بأي حال لن نتخلى عن الغاز الروسي، وفي حال وجود صعوبات فإننا سنجد الحلول".
وتعتبر تركيا هي ثاني شريك تجاري لشركة الغاز الروسية "غازبروم" بعد ألمانيا، وقامت الشركة خلال العام الماضي بتوريد نحو 27 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا، ما يعادل نحو 60٪ من استهلاكها من الغاز. ويتم تصدير الغاز الروسي إلى تركيا حاليا عبر خط أنابيب غاز "السيل الأزرق" وهو خط بحري يمر عبر قاع البحر الأسود من روسيا إلى تركيا مباشرة.