نبهت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى أكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، على النيابة العامة، بسرعة ضبط الشهود الذين تخلفوا عن المثول أمام المحكمة، بمحاكمة 104 متهمين بقضية أحداث عنف بولاق أبو العلا. وقال رئيس المحكمة: القضية أخذت أكثر من وقتها بسبب التقاعس عن إحضار الشهود خاصة مع تمسك الدفاع بسماع أقوالهم، كما أن جلسة اليوم لم يحضر بها سوى شاهدين فقط. واعتذر محامى المتهم المخلى سبيله ويُدعى علي خليل، عن غياب موكله المخلى سبيله، مؤكداً أنه مريض ولم يستطع حضور الجلسة، فقال رئيس المحكمة إنه كان يتوجب عليه أن يُبلغ النيابة والشرطة حتى تُحضر له سيارة لإحضاره. واستمعت المحكمة إلى شهادة المصاب، محمد عادل، وقال إنه من سكان منطقة السبتية، وشهد خروج مسيرة تحمل المصاحف وتردد "سلمية سلمية"، وحينما خرج سكان المنطقة لحماية منازلهم، بدأ الجناة فى إطلاق النيران على الأهالي، فأصيب فى قدمه اليمنى ورأسه، من على بعد بين 10 و15 متراً حسب تقرير الطب الشرعى. وسألت المحكمة الشاهد عن أوصاف المسيرة، فأفاد أنها قرابة 200 شخص، هتفوا "القصاص"، واتجهوا من روض الفرج باتجاه مسجد الفتح، وأطلق مسلحون منهم النيران، فأصيب صديقه إسلام، وحينما هم لنجدته أصابوه هو الآخر.
وقدمت قوة من شرطة "قسم بولاق أبو العلا" برئاسة الضابط "هشام عتمان" قامت بالتصدي للمسيرة ، وتمكن أهالي المنطقة من القبض على عدد من أفراد المسيرة، وسلموهم للشرطة وكان بحوزة عدد منهم "مسدسات خرطوش" و"مواد مفرقعة" وحقائب مدرسية حملوا فيها "ذخائر". وأكد الشاهد تعرفه على اثنين من الجناة فى العرض القانونى للنيابة، وأن الشخص الذى أصابه ذو شعر طويل وذقن كثيفة، ولا يعلم إن كان يستطيع التعرف عليه فى الوقت الحالى من عدمه، قائلاً: "مش عايز أظلم حد".
واستمعت المحكمة إلى أقوال المصاب إسلام خالد، و قال إن المسيرة كانت لقرابة 1000 متظاهر، وأكد أنهم من جماعة الإخوان، وكانوا يهتفون فى البداية سلمية سلمية، لكنهم أطلقوا النيران على الأهالى وأحدثوا إصابته. وأوضح أنه والأهالى سمعوا إشاعات ومخاوف من اقتحام البيوت، فخرجوا أمام منازلهم لحمايتها وحماية النساء، وهم يحملون "الشوم"، ففوجئوا بإطلاق النيران عليهم، ونقله أصدقائه إلى المستشفى وهناك شاهد صديقه محمد عادل، فاكتشفت المحكمة وجود تناقض بين أقوال الشاهدين، فسألت المحكمة الشاهد: ما قولك فى أن صديقك قال إنك أصبت بطلق نارى، وأنه اتجه إليك لنجدتك فأصيب هو الآخر، فكيف تقول إنك ذهبت فوجدته بالمستشفى. فقال الشاهد إنه أول من أصيب خلال الأحداث، وأنه وغيره لم يكونوا يعلمون أنهم مصابون، بسبب طبيعة الطلقات النارية، وقال إنه شعر "بكهرباء" تسرى فى ذراعه، فخلع "تى شرت" كان يرتديه وربط به كتفه واتجه للمستشفى وهناك أخبروه بإصابته بطلق نارى، وكان كثيرون مصابون وتفاوت إدراكهم لذلك، وقال: "يمكن اتصاب ومكنش حاسس وقت لما ساعدنى".
وسألت المحكمة الشاهد عن قدرته على التعرف على المتهمن الموجودين بقفص الاتهام، فقال إنه قد لا يتمكن من ذلك لكثرة عدد المتهمين، ولكنه تعرف على شخص فى قسم الشرطة، شاهده يطلق النيران، وتعرف عليه لكنه لا يعرف اسمه، ووقتها نظر له المتهم وضحك وقال: "لسا التقيل كله جاى".
وأكد أن مطلق النييران عليه كان يتعمد إصابته، وأنه علم بإصابة 3 من سكان المنطقة بالخرطوش، بينما أصيب هو بالرصاص الحى، وجهت النيابة للمتهمين اتهامات عديدة، من بينها القتل العمد، والانضمام إلى جماعة عصابية مسلحة، بغرض تعطيل أحكام القانون، واستعمال القوة والعنف، ومقاومة السلطات، والاعتداء على المواطنين، وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، وحيازة أسلحة وذخائر وقنابل يدوية.