سياسيون: خطاب السيسي يوجه البرلمان المقبل بمنح الثقة للحكومة

"يتضمن نوعا من التوجيه"، هذا ما أكده عدد من المتخصصين فى الشأن السياسي حول التصريحات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته فى احتفالات نصر أكتوبر، اليوم، بأنه لا يوجد ارتباط بين البرلمان القادم وبين تقديم الحكومة استقالتها، وتكليفه بعرضها على البرلمان القادم بعد انتخابه، مؤكدين أن التصريحات بمثابة نوع من التوجيه لنواب البرلمان المقبل لمنح الحكومة الثقة لاستمرارها فى تأدية مهام عملها، موضحين أن النظام الحالي يعكف على الإتيان بحكومة على هواه.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، ل"التحرير"، إن تصريحات الرئيس خلال كلمته فى ذكرى احتفالات نصر أكتوبر بأنه لا يوجد ارتباط بين البرلمان القادم وبين تقديم الحكومة استقالتها وتكليفه رئيس الحكومة الجديد، بإعداد برنامج لعرضه على البرلمان بعد انتخابه، تحمل نوعا من التوجيه المباشر للبرلمان المقبل بمنح الثقة للحكومة الحالية واستمرارها فى أداء مهامها، مشيرا إلى أن التوجيه موجود بالفعل وقائم فى كلمة الرئيس، موضحا أن الدستور ألزم الحكومة بالحصول على الثقة من البرلمان المقبل والتصويت على استمرارها من عدمه.
وأضاف ربيع، أنه رغم أن هناك توجيها مبطنا فى كلمة الرئيس للحكومة الحالية، فإن هناك ميزة مباشرة منحها الرئيس لأعضاء حكومة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، هو منحه الثقة لهم بالاستمرار فى العمل والتأكيد على رغبته فى استمرارهم فى تأدية مهام عملهم.
فيما أوضح الدكتور يسرى العزباوي رئيس منتدى الانتخابات فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأمر لا يعد شكلا من أشكال التوجيه للبرلمان المقبل على الإطلاق، موضحا أن السيسي أراد منح دفعة لعمل الحكومة، خاصة بعد التعديل الوزاري لا سيما فى ظل التحليلات والتعليقات التى ربطت بين البرلمان وتغير الحكومة وتأثير ذلك على أدائها.
وأضاف العزباوي، أن رسالة الرئيس فى هذا التوقيت بالغة الأهمية لما لها من عنصر مؤثر لدفع حركة الحكومة، لتلبية المتطلبات المجتمعية دون الانشغال بمسألة التوقيت.
فيما قال رئيس الحزب الاشتراكي المصري المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، ل"التحرير"، إننا لا نزال نعيش فى وضعية ما قبل 25 يناير، موضحا أن البرلمان من المفترض أن يكون سيد قراره، ولكن البرلمان المقبل سيأتى على هوى النظام الحاكم حاليا، لأن قواعد إجراءات الانتخاب أغلقت على رؤوس الأموال والطبقة القديمة والحزب الوطني والجماعات الدينية فقط، مشيرا إلى أن البرلمان تم التخطيط له ليكون مواتيا للسلطة، مضيفا أن التوجيه من قبل النظام الحالي لا يزال قائما، مشيرا إلى أن هناك اتجاها حقيقيا لاستمرار الحكومة، وهو ما ظهر جليا فى تصريحات الرئيس خلال احتفالات نصر أكتوبر.