إسرائيل ستخاطر إذا ضربت سوريا في ظل الوجود الروسي وقواعده العسكرية "الهجمات الروسية في سوريا تتزايد.. خطوة صغيرة للأسد.. خطوة كبيرة لبوتين".. بهذا العنوان بدأت صحيفة هآرتس تقريرًا لها اليوم، لافتة إلى أنه "من الصعب تحديد هدف التدخل الروسي العسكري في سوريا، لكن من الواضح، أن هذه ليست الجبهة الأخيرة لموسكو، فبعد أن جند رئيسها بوتين إيران وعزز علاقاته مع مصر، فإنه ينظر الآن للأهداف المقبلة". ولفتت إلى أن "بوتين رجل يدخل المنازل من أبوابها الأمامية، ولا شك أن لاعبًا جديدًا وشرسًا في الحلبة الآن، هو اللاعب الروسي، الأمر الذي يعد الأول من نوعه منذ صعود داعش وتوجيه المجهود الغربي لمحاربة التنظيم"، مضيفة "الدخول الروسي قد لا يؤدي بالضرورة لنتائج حاسمة، أو نجاحًا لموسكو، بل إن تعزيز القوات الروسية وبداية الهجمات الجوية من شأنها أن تؤدي إلى إطالة أمد الحرب وإشعالها أكثر، وليس لاتفاق دبلوماسي يوقف القتال كما يردد بوتين في تصريحاته". وذكرت أن المجال الجوي السوري يشهد إقلاع طائرات عسكرية روسية، والتي ستحتاج في البداية إلى تجنب وقوع حوادث ومعارك جوية مع الأسلحة الجوية الأخرى، التابعة للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وتركيا وعدد من الدول العربية، لافتة إلى أن "بوتين جاء ليحدد موقعه الإقليمي الجديد، والتدخل العسكري المتزايد لبلاده في سوريا هو جزء من هذه المسيرة الإقليمية الشاملة، ويعتمد على تفاهمات مع إيران ومن شأنها أن تشهد نتائج في حلبات أخرى مثل اليمن". وأوضحت "الصحيفة" أنه خلال العامين الأخيرين، التقي مسؤولون روس مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي 5 مرات، وهو ما لم يحدث مع الرئيس الأمريكي أوباما، مضيفة أنه "وفقًا للرؤية الروسية، لقد تركت الولاياتالمتحدة الشرق الأوسط كالأطلال، وأدت سياستها إلى إسقاط أنظمها كانت ترى فيها موسكو قيم إيجابية، من العراق مرورًا بمصر وحتى ليبيا، وبوتين لا يتوي أن تحدث نفس النتائج في سوريا"، وقالت: "موسكو في نفس الوقت غير راضية عن التعاون بين تركياوالولاياتالمتحدة ومحاولات أنقرة إقامة منطقة منزوعة السلاح في الأراضي السورية، ولهذا يرى البعض أن السبب وراء تدخل موسكو هو إجهاض التحرك التركي". وأضافت أن بوتين يضع الآن قواعدًا جديدة للعب في المنطقة، وسيكون لهذه القواعد نتائجها على إسرائيل، فبالأمس تحدث رئيس الوزراء نتنياهو عن نجاح إيران في نقل صواريخ مضادة للطائرة متطورة لمنظمة حزب الله اللبنانية، وصواريخ ياخونت، في الوقت الذي كانت تقوم فيه تل أبيب في الماضي بإجهاض عمليات تهريب من هذا النوع، إلا أن الوضع تغير، وقيام إسرائيل بشن أي غارات جديدة على سوريا حيث توجد الآن قواعد عسكرية روسية جديدة، ستحمل مخاطر كبيرة لتل أبيب".