هل يصبح جوارديولا مدربًا لمنتخب كاتالونيا؟

قبيل أيام من الاستفتاء المصيري المزمع إجراؤه، غدا الأحد، حول استقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا، وجه وزير الدولة للشؤون الرياضية، ميجيل كاردينال، انتقاداً لاذعاً لبيب جوارديولا، المدرب الحالي لنادي بايرن ميونخ، والذي بات من الرموز الرياضية الفاعلة على الساحة "الانفصالية" بكاتالونيا، وذلك بعد موافقته على الانضمام للائحة التحالف الانفصالي الموسع.
وذكر كاردينال لوكالة الأنباء الألمانية أن الأمر يتعلق ب"تلاعب كبير"، في إشارة إلى حملة "جوانيارام" أي "سنفوز"، التي شارك فيها مئات الرياضيين، ومن بينهم جوارديولا وأسطورة برشلونة السابقة يوهان كرويف، للمطالبة بلجنة أولمبية كاتالونية ومنتخب كاتالوني.
كما هاجم الوزير الإسباني فيديو الحملة الذي ظهر فيه جوارديولا، باعتبار أنه صيغ بطريقة أظهرت أن جميع الرياضيين في الإقليم يدعمون الانفصال، و"هذا غير صحيح"، حسب كاردينال، الذي حثّ جوارديولا على التفكير في الأمر، موضحاً أنه لا يدري ما إذا كان طرفاً في هذه الأساليب "المضللة".
وكان بيب جوارديولا قد أدرج اسمه قبل أسابيع على آخر قائمة الكاتالوني الانفصالي أرتور ماس، كنوع من التأكيد على دعمه لقائمة الحزب الانفصالي دون أن تكون له نية في خوض الانتخابات بشكل فعلي.
وتأتي خطوة جوارديولا في وقت يزداد فيه انغراس فريقه السابق برشلونة في جدلية الاستفتاء، إذ قرر النادي عام 2014 الانضمام فعلياً إلى قائمة المطالبين بإجراء استفتاء على الاستقلال، سامحاً في أكثر من مناسبة بإقامة تجمعات استقلالية على ملعبه. كما حمل على قمصانه منذ عامين علم كاتالونيا ورفعت يافطة على استاده "كامب نو" كتب عليها "كاتالونيا ليست إسبانيا".
وتسللت السياسة أيضاً إلى غرفة ملابس "بلاوجرانا"، إذ طالب لاعبون مثل تشافي هرنانديز، الذي انتقل إلى السد القطري، وزميله السابق جيرارد بيكيه، علناً بتنظيم استفتاء من أجل تقرير مصير الإقليم. حتى أن بيكيه شارك في الحادي عشر من سبتمبر بمظاهرة استقلالية ضخمة.
ويعني الانفصال عن إسبانيا أيضاً أن برشلونة وباقي أندية الإقليم ستحرم من المشاركة في منافسات الدوري الإسباني ومسابقة الكأس، وأن كلاسيكو برشلونة - ريال مدريد سيصبح تاريخاً، وهذا ما يخشاه بقوة رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس، الذي حذر من إعلان الاستقلال من جانب واحد في حال فاز الانفصاليون.
ويدرك الرئيس الحالي لبرشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، تماماً التبعات السياسية على ناديه. وعكس الرئيس السابق خوان لابورتا، حاول بارتوميو مراراً أن ينأى بالفريق عن السياسة، إذ قال: "لقد أظهر النادي أنه خارج الحملة الانتخابية. تحدثنا دائماً عن الرياضة، ونحن لا نقوم بحملات".
لكن تصريح بارتوميو لن ينقذ برشلونة، الذي سيكتفي حينها بمواجهة جاره إسبانيول وفرق مغمورة أخرى، عوضاً عن مواجهة الكبار في الدوري الإسباني.
ولكن في المقابل، قد يحقق الانفصاليون مبتغاهم في إنشاء منتخب وطني، وفي هذه الحالة سيصبح بيب جوارديولا أقوى المرشحين لشغل منصب مدرب المنتخب الكاتالوني.