اعتبر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن قرار ألمانيا نشر أسلحة ذرية أمريكية على أراضيها يؤجج التوتر في أوروبا وسيحتم على روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أمنها القومي. وقال "بيسكوف": إن "هذا يمثل خطوة إضافية، هي جدية للغاية مع الأسف في اتجاه تأجيج التوتر في القارة الأوروبية". وأعرب عن أسف موسكو، لأنه في حال تم تطبيق هذه الخطوة والتي يمكن القول إنهم ماضون قدمًا في تنفيذها، فإنها قد تفضي إلى إحداث خلل في التوازنات الاستراتيجية الأوروبية، الأمر الذي سيتطلب من روسيا، وبلا أدنى شك اتخاذ الإجراءات الجوابية الملائمة لاستعادة التوازن". وشدد "المتحدث باسم الكرملين" على أن هذه الخطوة لا تسير في اتجاه تعزيز الاستقرار والارتقاء بمستوى الثقة والأمن في أوروبا". وفي معرض التعليق لم يدل "بيسكوف" بأي تفاصيل حول الخطوات الجوابية التي قد تضطر موسكو لاتخاذها، مُكتفيًا بالإشارة إلى أن الإجراءات التي ستلجأ اليها موسكو "ستتمثل بالخطوات التي يتطلبها ضمان الأمن القومي الروسي واستعادة التكافؤ الاستراتيجي". هذا وكانت قناة «ZDF» الألمانية قد ذكرت على موقعها الرسمي في وقت سابق، أنه من المقرر في غضون أيام بدء العمل على تجهيز قاعدة (بوخل) الجوية في ألمانيا ليتم هناك نشر قنابل ذرية أمريكية جديدة. وكانت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قد أعربت عن قلق موسكو من خطط الولاياتالمتحدة الهادفة لتحديث الأسلحة النووية في ألمانيا، مشيرة إلى أن روسيا قلصت في تسعينيات القرن العشرين ترساناتها النووية غير الاستراتيجية بمقدار أربعة أضعاف. وأضافت أنه في تلك الأثناء، تبقى في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا وسائط نووية تكتيكية أمريكية، يقوم الأمريكيون بتحديث قنابلهم النووية الجوية، ويطور الأعضاء الأوروبيون في حلف الناتو الطائرات التي تحمل مثل هذه الأسلحة. وقالت: إن "موسكو ترى أنه من أجل ضمان الأمن والاستقرار في أوروبا، نرى ضرورة لإعادة الأسلحة النووية غير الاستراتيجية إلى الأراضي الوطنية وحظر نشرها في الخارج، وتدمير البنية التحتية الخارجية التي تسمح بنشر هذه الأسلحة على وجه السرعة، والتوقف عن تدريب أفراد قوات الدول غير النووية على استخدام مثل هذه الأسلحة.