حالة مأساوية يعيشها الفلسطينيون جراء الاستهداف المتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما الاعتداءات الأخيرة التي طالت المصلين بالمسجد الأقصى تزامنًا مع توافد المستوطنين ووزير الزراعة الإسرائيلي، وسط صمت المجتمع الدولي، الذي اكتفى بالإدانات والتصريحات المطاطة التي لا يمكنها وقف التجاوزات الإسرائيلية بحق الشعب المُكبَل. ورغم ذلك لم تتردد المقاومة الفلسطينية في ردع قوات الاحتلال، بل وقفت في شموخ عالية الرأس، معلنين الجهاد لنصرة دين الله والقدس وفلسطين. إلا أن سلطات الاحتلال قامت بفرض حصارها المشدد، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على الفلسطينيين في محاولة لتفريق تلك الجموع المنتفضة. فيما تمكن العشرات من الشبان الفلسطينيين من اخترق تلك الحواجز المنيعة، والاعتكاف في المسجد، وذلك ردًا على دعوات "جماعات الهيكل المزعوم" بالتزامن مع عيد رأس السنة اليهودية. وحينما نشاهد ما تعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات وإطلاق للنيران بشكل مكثف في الآونة الأخيرة والتي تسببت في إحداث تلفيات وخسائر داخل المصلى القبلي، نعود بالذاكرة إلى العام 1969، حينما أقدم أحد المستوطنين على إضرام النيران بالأقصى، وسط تواجد أمني، ما تسبب في التهام منبر نور الدين زنكي. الأمر الذي يفتح تساؤلًا حول تساهل قوات الاحتلال مع اقتحامات المستوطنين وتدنيس المسجد الأقصى، بل وصل الأمر إلى إتلاف محتوياته، مما لا يدع مجالًا للشك بأن إسرائيل تسعى للهيمنة على المسجد الأقصى والعمل على تهويده. وما تزال الجرائم الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة، لكونها محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تغسلها سوى جحافل التحرير المنتظرة لبيت المقدس.