قالت ايران اليوم، إنها بدأت الانتاج في منجمين جديدين لليورانيوم وافتتحت محطة لإنتاج «الكعكة الصفراء» مؤكدة أن المعارضة الغربية لن تبطيء برنامجها النووي وذلك بعد أيام من فشل المحادثات بين طهران والقوى العالمية في تحقيق انفراجة. وأعلنت ايران ايضاً في اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية ان حاجتها مستمرة لليورانيوم المخصب لدرجة نقاء أعلى وهو الجزء من نشاطها النووي الذي يثير قلق الغرب لتشغيل مفاعلات ابحاث اضافية تزمع انشاءها. وتريد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من ايران ان توقف تخصيب اليورانيوم الى تركيز انشطاري عند درجة نقاء نسبتها 20% لان ذلك سيجعلها على بعد خطوة فنية قصيرة نسبيا عن انتاج مادة يمكن استخدامها في صنع القنابل، وتقول ايران انها تستخدم اليورانيوم المخصب الى هذه الدرجة لانتاج النظائر المشعة للاستخدام في الاغراض الطبية. قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي دواني «بدأنا في تصميم مفاعل بقدرة 10 ميجاوات وتجري عملية تحديد الموقع وعملية الانشاء من المحتمل ان تبدأ هذا العام». وأصدرت الجمهورية الاسلامية بيانات مماثلة من قبل لكن تعليقه يؤكد التحدي المستمر للمطالب الدولية لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم المثير للجدل الذي يمكن ان يستخدم في كل من الاغراض المدنية والعسكرية. وفشلت المحادثات بين ايران والقوى العالمية الست التي عقدت في قازاخستان الاسبوع الماضي في تحقيق تقدم في حل نزاع مستمر منذ عقد يهدد باندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في كلمة له أمام هيئة الطاقة الذرية الايرانية اليوم «حاولت القوى العالمية بكل طاقتها منع ايران من امتلاك قدرات نووية لكن ايران استطاعت ذلك». وأضاف نجاد: «تم اضفاء الطابع المؤسسي على هذه التكنولوجيا والطاقة والعلوم التكنولوجية، كل المراحل تحت سيطرتنا وكل يوم نمضي فيه قدما تنفتح آفاق جديدة امام الأمة الايرانية». ويجرى افتتاح منجمي ساغند 1 و2 في مدينة يزد بوسط البلاد حيث سيجري استخراج اليورانيوم من على عمق 350 مترا ومجمع الشهيد رضائي نجاد للكعكة الصفراء في اردكان بنفس المنطقة. والكعكة الصفراء او اليورانيوم الخام يمكن معالجته لانتاج يورانيوم مخصب لصنع وقود لمحطات الطاقة النووية وهو هدف ايران المعلن أو انتاج مادة لصنع قنابل نووية اذا تمت تنقيته الى درجة أعلى وهو ما يخشى الغرب ان يكون الهدف النهائي للجمهورية الاسلامية. وقال مكتب كاثرين اشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي التي تمثل الولاياتالمتحدة وروسيا والصين والمانيا وبريطانيا وفرنسا في التعاملات مع ايران، انه لم تكن مفاجأة ان تصدر مثل هذه الاعلانات عن ايران في عيدها الوطني للتكنولوجيا النووية. وقال المتحدث بإسمها مايكل مان: «نحث ايران على ان تلتزم في انشطتها النووية بتعهداتها الدولية». وتنفي ايران اتهامات الغرب بأنها تسعى الى امتلاك قدرات اسلحة نووية ويقول خبراء غربيون انه غالبا ما تعلن ايران عن تحقيق تقدم تكنولوجي في برامجها لكن من الصعب التحقق من ذلك بطريقة مستقلة. وعلى مدى سنوات عديدة قامت ايران بأعمال انشائية في ساغند واردكان واعلان اليوم، يهدف فيما يبدو الى اظهار انها اصبحت تتمتع باكتفاء ذاتي في انتاج الوقود النووي رغم تشديد العقوبات. غير ان بعض المحللين الغربيين يقولون ان طهران ربما كانت قريبة من نفاد امداداتها من الكعكة الصفراء وان مثل هذا التنقيب في ايران غير اقتصادي. وتقول ايران انه يمكنها الحصول من مناجمها على ما تحتاجه من خام اليورانيوم في برنامجها النووي وانها ليست لديها مشكلة نقص. وقالت الوكالة الايرانية ان مجمع اردكان سيعالج الخام من ساغند ويمكنه انتاج 60 طنا من الكعكة الصفراء سنويا. وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية انه تم اكتشاف الرواسب في ساغند في عام 1985 . لكن تقرير المعهد الدولي الذي صدر في عام 2011 أشار الى انه بسبب عمق هذه الرواسب ومحتوى اليورانيوم المنخفض في الخام فان تكلفة الكعكة الصفراء التي تنتج من منجم ساغند ستتجاوز على الارجح اسعار السوق العالمية عدة مرات.