الملفت في حادث سقوط الرافعة في البيت الحرام، اليوم، هو توقيتها، 11 سبتمبر، هذا اليوم المشهود حيث تم ضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك 2001، وهو الحدث الذي غير شكل العالم، وتحالفاتها الساسية والاجتماعية في الغرب والشرق، كما إعلن هتلر الحرب على أمريكا في الحرب العالمية الثانية، وانقلب أوجستور بيونشية على الرئيس سلفادرور أليندي في تشيلي في ذات اليوم، مما يمكننا تسمية اليوم 11 سبتمبر بالعربي. رافعة البيت الحرام قالت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية، إن العواصف والأمطار الغزيرة التي تشهدها المملكة؛ تسببت في سقوط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من جانب المسعى والطواف. وأعلنت المديرية، أن حصيلة الحادث وصلت إلى 87 قتيلاً و 201 مصاب. وقالت "الدفاع المدني"، إن عدد الفرق الموجودة بالموقع 15 فرقة، بالإضافة إلى فريق البحث والإنقاذ السعودي والهلال الأحمر والشؤون الصحية. ضرب برجي التجارة في يوم 11 سبتمبر 2001، تعرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية لأكبر هجوم "إرهابي" في تاريخها الحديث، إذ تم تحويل اتجاه أربع طائرات مدنية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. تمثلت الأهداف في برجَي مركز التجارة الدولية بمانهاتن، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) وسقط خلالها نحو ثلاثة آلاف قتيل و24 مفقودا، إضافة لآلاف الجرحى. وبعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولاياتالمتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، ولاحقا نشرت تفاصيل المخطط الذي نفذه 19 شخصا ينتمون إلى التنظيم الذي خطط للعملية من أفغانستان، وفق الأجهزة الأمنية الأمريكية. ومن أهم مفاعيل هذا اليوم المشهود في التاريخ الأمريكي نشوء ما يعرف بالحرب الكونية على "الإرهاب" وقانون الحماية الوطنية الذي برر إسقاط دول وأنظمة بدعوى دعمها "الإرهاب" ومنح صلاحيات لأجهزة المخابرات والجواسيس، وحرية الحركة للطائرات بدون طيار. ويرى العديد من المحللين والمتابعين والمفكرين -سواء من أنصار نظرية المؤامرة أو غيرهم- أن الولاياتالمتحدة وخاصة المؤسسة العسكرية صنعت من خلال 11 سبتمبر "شبحا" يسمى "الإرهاب" لتطارد أهدافها في كل مكان، وأوجدت بذلك المرونة اللازمة لتحقيق أجنداتها الإستراتيجية في العالم دون مساءلات من الداخل أو الخارج. وحدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية، بفعل إعلانها الحرب على "الإرهاب" وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وتنظيم القاعدة وإسقاط نظام حكم طالبان والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين، ليأتي صعود تنظيم الدولة الإسلامية كخاتمة غير منتظرة للحرب الأمريكية على "الإرهاب". واستثمرت الإدارة الأمريكية خوف الأمريكيين وغضبهم من العملية التي ضربت في العمق الإحساس بالأمان لديهم -تقريبا كما حدث مع الهجوم الياباني على قاعدة بيرل هاربر الأميركية عام 1941- وروجت لخطاب تأثيمي ثأري ضد الحركات الإسلامية وخاصة حركة طالبان، ثم بقية الأعداء الذين تصنعهم دوائر المخابرات المركزية مستحضرة خطاب نشر الديمقراطية والحرية للشعوب والمجتمعات. واستغلت واشنطن حالة الرهاب في العالم بعد الحادثة من أجل تمرير مخططاتها خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأنحاء العالم، وفرضت ذلك حتى على أوروبا باعتبارها القطب الأوحد في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وانكفاء روسيا في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة. حوادث أخرى واستكمالا لمسلسل اليوم الدموي، تكمن الإيطاليون القبض على شيخ المجاهدين الليبي عمر المختار وهو مصاب ينزف دمًا 1931. كما أعلنت ألمانيا بقيادة أدولف هتلر الحرب على الولاياتالمتحدة، في أثناء الحرب والعالمية الأولى 1941، مما كان له الأثر الأكبر في ترجيح كفة الحلفاء بالفوز في الحرب. وفي 1973، حدث انقلاب عسكري في تشيلي بقياده قادة الجيش وعلى رأسه أوجستو بينوشيه على الرئيس سلفادور أليندي، وأدى الانقلاب إلى مقتله بظروف غامضه في القصر الجمهوري المحاصر.