استغل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ومسؤولون أثريون معرض "أوزوريس.. ألغاز مصر الغارقة" الذي افتتح هذا الأسبوع في العاصمة الفرنسية باريس، ويُعرض فيه مدينتين مصريتين قديمتين، كنموذج جرئ على أن العالم لن يخضع إلى مليشيات تنظيم داعش الذي دمر مؤخرًا مواقع أثرية سورية في تدمر وقتل عالم آثار محلي. وقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إنه عُرض في المعرض حوالي 250 قطعة قديمة تم العثور عليها بعد اكتشاف عالم آثار فرنسي المدن الأسطورية هرقليون وكانوب تحت الماء منذ عقد.
ونقلت عن عالم الآثار الفرنسي، فرانك جوديو قوله: "هذا المعرض إنجاز مذهل"، مضيفًا: "لسنوات كانت هذه المدن بمثابة الضائعة بالنسبة للعالم، والآن يتم عرضها أمام العامة لأول مرة، بعض المعروضات تم إخراجها من الماء العام الماضي فقط، وأخرى لم تغادر مصر أبدًا من قبل".
أولاند الذي افتتح المعرض بداية هذا الأسبوع بحضور وزيرا الآثار والسياحة المصريين، قال إن رسالة هذا المعرض تتجاوز حدود مصر، ويظهر كيفية أن الرغبة في الحفاظ على التراث العالمي أقوى من الرغبة في تدميره. ونقلت أسوشيتد برس عنه: "هذا المعرض رسالة مناضلة أننا حافظنا على هذه الآثار، رسالة أمل في وقت يعاني فيه الشرق الأوسط من مأساة".
وأشارت الوكالة إلى أن المعرض أقيم بالتعاون مع الحكومة المصرية طريقة لإظهار الوجه الآخر للعالم العربي. ونقلت عن محمد عبد المجيد، مدير عام الإدارة المركزية للآثار الغارقة المصرية: "ما يحدث في سوريا مثل تدمير تدمر والعراق، هذا النوع من التفكير ليس من المعتقدات الحقيقية للمنطقة التي يظهرها هذا المعرض"، منوهًا أنّ الحفاظ على الثقافة هنا في باريس يُظهر أنّ أقلية فقط هي التي تتولى هذا التدمير. ووفقًا لأسوشيتد برس، فمن المفترض أن يستمر هذا المعرض حتى 31 يناير المقبل.