«الإندبندنت»: مخاوف من أن يصبح الأقباط فى مرمى نيران حكومة مرسى الإسلامية «الأقباط المسيحيون تحت حصار هجمات الكاتدرائية فى مصر.. جنازة مسيحية مصرية تنتهى بصدام عنيف ومقتل واحد منهم.. الأقلية المسيحية فى مصر أهداف سهلة فى الأوقات الصعبة»؛ تصدرت تلك العناوين الصحافة البريطانية أمس الإثنين، تعليقا على الصدامات التى وقعت أمام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، التى اندلعت بعد هجوم شنه مجهولون على مشيعين أقباط كانوا يهتفون ضد الرئيس محمد مرسى. فى هذا الإطار لفتت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية إلى اتصال الرئيس مرسى بالبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للاطمئنان على الكنيسة، وتعهده بالحفاظ على المصريين مسيحيين ومسلمين وأن أى اعتداء على الكاتدرائية يمثل اعتداء شخصيا عليه. وكذلك سلطت الصحيفة الضوء على تصريحات بعض المسيحيين الأقباط الذين يرون أن الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة ترغب فى رحيلهم، مؤكدين أن مصر بلدهم وعدم قبولهم هذا الوضع عن أى وقت مضى. منذ سقوط مبارك، والقول للصحيفة، أثارت الكثير من الهجمات السابقة على المسيحيين والكنائس المصرية العديد من المخاوف المتعلقة باندلاع صراع طائفى متزايد، وأنه على الرغم من وعود الرئيس الجديد بحماية الأقباط فى مصر فإنهم مهددون من قبل الإخوان المسلمين. وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية شهادة بعض المواطنين التى تؤكد أن الشرطة المصرية قامت بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، لكنها لم تتحرك لوقف المجهولين الذين قاموا بإثارة الشغب من البداية. ترى الصحيفة أن الغضب من الرئيس محمد مرسى تجاوز حدود الطائفية، والدليل على ذلك هو تجمع بعض المواطنين المسلمين أمام الكاتدرائية لمساندة إخوانهم المسيحيين، وتأكيد أنهم «يد واحدة»، فى إشارة منها إلى تنديد د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بأحداث الكاتدرائية ومطالبته بحماية الأقباط على يد قوات الأمن والحفاظ على الطابع الوطنى الذى يتميز به الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين. أما وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية وصفت دعوة مجلس القضاء الأعلى للمستشار طلعت عبد الله بإبداء رأيه فى العودة إلى منصة القضاء بأنها تبدو أنها تهدف إلى توفير فرصة له «خروج مشرِّف» وهى خطوة لإنهاء أزمة القضاء المستمرة منذ تعيينه. ومن جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى تقرير أعده مراسل الصحيفة فى القاهرة ديفيد كيركباترك إن الاشتباكات الطائفية التى استمرت ثلاثة أيام تختبر تعهدات الرئيس الإسلامى بحماية الأقباط. الصحيفة الأمريكية ترى أنه من غير الواضح مدى سيطرة مرسى على الشرطة، مشيرة إلى أنه لم يفعل الكثير لإصلاح الجهاز، على الرغم من الشكاوى المستمرة التى تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. واعتبرت الصحيفة أنه حتى يوم الأحد، كان مرسى وحزبه وجماعته يبدو أنهم واقعون فى نفس نمط مبارك، من أنه فقط يشجب أعمال العنف، لكن دون الاعتراف بالمشكلة الطائفية. وبدلا من ذلك، ذكر الإسلاميون مؤامرة من قبل بعض الأطراف المجهولة لبث الفرقة بين المصريين. «فورين بوليسى»: الاعتداءات تزيد مخاوف الأقباط من حكم الإخوان قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فى تقرير لها، إن الاشتباكات التى وقعت فى 7 أبريل تزيد مخاوف الأقباط من حكم جماعة الإخوان المسلمين. وأوضحت المجلة أن الشرطة المصرية بدت وكأنها شاركت فى الاعتداء على الأقباط، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الكاتدرائية المرقسية، فى الوقت الذى كان فيه شباب مسلمون يلقون بالحجارة فى نفس الاتجاه. أما من داخل مجمع الكاتدرائية، فقد كان رجال مسيحيون يلقون عبوات المولوتوف على المحتشدين بالخارج. المجلة تقول إنه كانت هناك بعض النقاط المضيئة القليلة، وسط بقية مشهد الاشتباكات القاتم. وتشير إلى أنه مع اشتداد حدة المواجهات، نشر مراسل صحيفة «النيويورك تايمز» فى القاهرة، عبر تغريدة على «تويتر» صورة لرجل مصرى يحمل نسخة من القرآن الكريم، وصليبا، فى إشارة على التعايش فى ما بين أبناء الديانتين. ووصلت فى النهاية إلى مقر الكاتدرائية تظاهرة تهتف «مصرى ومسيحى إيد واحدة». غير أن المجلة تقول إنه فى حين أن الرئيس محمد مرسى، المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، أدان العنف، وقال إنه يعتبر أى اعتداء على الكاتدرائية «اعتداء عليه شخصيا»، فإن محمد سودان، أمين العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة فى الإسكندرية، تحدث بلهجة مغايرة، إذ حمل الأقباط مسؤولية العنف. وكتب فى رسالة عبر البريد الإلكترونى أن الأقباط تجمعوا فى الكاتدرائية ل«التجهيز لحرب أهلية». وقالت المجلة إن مصر على مسافة بعيدة من الأيام التى توحد فيها المسيحيون والمسلمون فى ميدان التحرير فى احتجاجاتهم ضد حكم مبارك. وتشير إلى أنه فى أكتوبر 2011 هاجمت قوات الأمن الأقباط المعتصمين خارج مقر التليفزيون الرسمى فى ماسبيرو فقلت 27 مصريا. وفى أعقاب الاشتباكات خارج قصر الاتحادية، سارعت شخصيات إسلامية إلى اتهام المسيحيين بأنهم لعبوا دورا رئيسيا فى أعمال العنف. وقالت إن رجل الدين الذى وصفته ب«المتشدد» صفوت حجازى وجه رسالة مباشرة إلى الأقباط بقوله إن «هناك خطوط حمراء. خطنا الأحمر هو شرعية الدكتور محمد مرسى. ومن يرشه بالماء سنرشه بالدم». وتابعت المجلة أنه مع تصاعد هذه التهديدات، فإن السؤال يبرز حول مستقبل الأقلية المسيحية فى مصر، وهو مسألة ليست جديدة، فالأقباط يتساءلون منذ أربعينيات القرن الماضى عن بقائهم فى مصر. «الإيكونوميست»: كابوس الكاتدرائية.. صراع طائفى بأصداء وطنية لخّص مشهد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أول من أمس «الأحد»، ما يمكن وصفه ب«الكابوس»، هذا ما استهلت به مجلة «الإيكونومست» البريطانية، عن تشييع جثامين الأقباط الذين لقوا حتفهم فى منطقة الخصوص، والذى أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 89 آخرين بنهاية اليوم. وقالت المجلة البريطانية «مهاجمة المسلمين أقدم كنيسة فى القاهرة بالحجارة والمولوتوف، ووقوف الشرطة فى المقابل مكتوفة الأيدى». ترى المجلة أن الأحداث بدأت وكأنها نزاع محلى على أمر ما «امرأة، مال أو أرض» يحدث لتحريض المسيحيين الأقباط ضد المسلمين. ولكنه سرعان ما تحوّل إلى صراع طائفى بأصداء وطنية، لافتة إلى تعدّد تفسيرات الحدث الذى أرجعه البعض إلى رسم الصليب المعقوف على المعهد الدينى الموجود بالمنطقة من جانب بعض الصبية الأقباط. التفاصيل لا تزال غامضة، والقول ل«الإيكونومست»، بسبب تعدد الأقاويل حول سبب اندلاع الحدث بعد أن هتف الموكب ضد الرئيس محمد مرسى، لتقصيره فى حمايتهم، التى تعهد بها فى عديد من المناسبات، وأن الموكب تصرّف بعدوانية ضد المارة، ونهاية الموقف باللجوء إلى الكاتدرائية مع هجوم بعض الشباب المجهول عليهم وإلقاء الحجارة والمولوتوف. تضيف المجلة «لا شىء يبدو على ما يرام بالنسبة إلى مصر، التى تخرج من أزمة لتدخل فى أخرى، بالإضافة إلى انهيار الوضع الاقتصادى وتزايد الاستقطاب بين الإسلاميين فى السلطة وخصومهم»، فى إشارة منها إلى اللوم الذى تلقاه الرئيس مرسى على تعليقه الذى جاء متأخرًا عن الأزمة، وتوجيه منتقديه أصابع الاتهام إليه وإلى جماعته التى سمحت بخلق بيئة تسمح بالطائفية. واختتمت تقريرها قائلة «أيًّا كان السبب الذى أشعل فتيل القتال، فلدى الرئيس مرسى كثير من التساؤلات التى يحتاج أن يجيب عليها مثل، لماذا قامت قوات الأمن بتقديم القليل حيال تلك الأحداث الدامية؟ وظهرت فى بعض الأوقات مع الجانب الآخر المعادى للكاتدرائية، وماذا سيفعل حيال هذا الأمر؟».