أصبحت قطارات السكك الحديدية الطريق الأكثر رحمة وأمانا للكثير من اللاجئين الراغبين في الوصول إلى شمال ووسط أوروبا، بحسب تقرير لموقع دويتشه فيله الألماني. وأورد التقرير أن أغلب رحلات اللاجئين من الدول المنكوبة، تبدأ في جنوب أوروبا، وغالبا ما تكون محطتها الأخيرة في ألمانيا أو في الدول الإسكندنافية. ويحاول أغلب اللاجئين القادمين -وفقًا للتقرير- تتبع خطوط سكك القطار في طريقهم الصعب والخطر إلى شمال ووسط أوروبا، خوفا من أن يضلون طريقهم ويضيعون في قرى وغابات القارة العجوز، إلى حد أصبحت فيه قطارات السكك الحديد بمثابة بوصلة لتحديد الاتجاه للكثير من اللاجئين. وأشار التقرير أن أول محطة يحط اللاجئون لحالهم فيها بالقارة الأوروبية تكون على الغالب تركيا أو اليونان، أو إيطاليا أو مالطا أو إسبانيا في الجانب الآخر، ويحاول اللاجئون مواصلة المسيرة وصولا إلى مكان آمن لطلب اللجوء. وتابع أن مقدونيا هي المحطة الثانية أو الثالثة للاجئين القادمين من شرق وجنوب شرق أوروبا، وهذا البلد الصغير ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا يرغب أغلب اللاجئين في البقاء به بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، لذلك يفضلون الذهاب إلى بلدان أخرى داخل القارة. محطة بودابست هي المحطة الأولى داخل الاتحاد الأوروبي، وهي محطة "ترانسيت" بالنسبة للكثير من اللاجئين، إذ لا يرغب أكثرهم في البقاء فيها لأسباب اقتصادية أيضا. وكانت الشرطة المجرية أوقفت الخميس الماضي قطارا كان على متنه العشرات من اللاجئين، وأغلبيتهم من السوريين، وأرغمتهم على النزول منه وتقديم اللجوء في مركز مجري لاستقبال المهاجرين. وأشار التقرير أن آلاف اللاجئين يفترشون الأرض في المحطة الشرقية لقطارات بودابست، آملين في أن يحالفهم الحظ ويربكوا أحد القطارات المتوجهة إلى النمسا أو ألمانيا. "سوريا".. "أريد الذهاب إلى ألمانيا".. "ساعدونا".. "أنجيلا ميركل".. "السلام لسوريا".. عبارات كتبها السوريون على جدران محطة بودابست آملين أن تصل رسالتهم لمن يساعدهم وينقذهم من أزمتهم، بحسب التقرير. وكانت السلطات المجرية قد سمحت للقطارات بنقل اللاجئين إلى فيينا في بداية الأسبوع، ثم عادت وأوقفت ذلك بعد اعتراضات أوروبية كبيرة ومطالبتها باحترام الاتفاقيات وقواعد شينغن للاتحاد الأوروبي. وسمحت الشرطة التشيكية الخميس الماضي للسوريين الذين سجلوا أسماءهم لطلب اللجوء في المجر، أن يطلبوا اللجوء إلى جمهورية التشيك، وسيسمح لهم بالسفر عبر القطارات إلى الوجهة التي يسعون إليها. فيينا هي ليست المحطة الأخيرة لأغلب اللاجئين، إذ يفضل الكثير منهم التوجه إلى ألمانيا والبلدان الإسكندنافية، ويترتب على اللاجئين العبور من جديد عبر القطارات أو مشيا على الأقدام هربا من النمسا. "محطة الحرية" في ميونيخ قد تكون المحطة الأخيرة للكثير من اللاجئين، وقدرت السلطات الألمانية عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا في هذه السنة-وفقًا للتقرير - ب 800 ألف شخص، فيما وصل ألمانيا في الشهر الماضي نحو 100 ألف شخص. مئات المتطوعين هبوا لمساعدة اللاجئين في ميونيخ. لكن قصص عبور اللاجئين لا تنتهي دائما نهاية سعيدة، وخاصة للاجئين الراغبين في عبور نفق القطارات إلى بريطانيا. وتوقفت حركة القطارات هذا الأسبوع أكثر من مرة بسبب عبور اللاجئين فوق سكك الحديد.