تحول مصيف جمصة في محافظة الدقهلية، من مكان للاستجمام والهروب من ارتفاع درجات الحرارة وقضاء أوقات الصيف على الشاطئ، إلى حظيرة كبيرة للأبقار المنتشرة في شوارع المدينة، وقناديل البحر التي هرب منها الأهالي. وانتشرت القمامة على الشاطئ دون تحرك من المسؤلين لمحاولة ضبط المصيف والشاطئ وصيانته وتطويره، بالإضافة لارتفاع أسعار إيجار الشقق والشيالهات التي دفعت أهالي الدقهلية والمحافظات المجاورة إلى مواجهة نار الجو والأسعار معًا، دون رقابة على سماسرة الشقق فى المدنية. واقتربت "التحرير" من المصطفين لنقل شكواهم للمسئولين، حيث قال عبدالعزيز الشناوي، أحد المصطفين "الأبقار بتتمشي على الشاطئ" معربًا عن استيائه من انتشار الأبقار والماعز بالمصيف واختلاطها بالمصطافين. وانتقد محسن البربري، صاحب شقة بجمصة، انتشار الأبقار بطريقة مريبة قائلاً "المحليات دخلت في مشروع تسمين أبقار والأبتطلقها في الشوارع تأكل الحشائش أمام المنازل والشليهات ولا تترك أي نبات أخضر في الشارع، إلا وأتت عليه كالجراد". ولفت البربري إلى تقدمه بالعديد من الشكاوى هو وغيره من سكان المدينة خوفًا على أطفالهم من المواشي التي ترعى وتسير وتأكل بلا راعٍ في مدينة من المفترض أنها سياحية. ومن جانبه، قال محمد وجدي، أحد أهالي مدينة كفر الشيخ، إنه تعود مع أصدقائه الذهاب لمصيف جمصة كل فترة، وقضاء يوم واحد هناك والعودة ليلًا، موضحًا "إيجار الشقق والشاليهات غالية جدًا علينا، وكل سنة بتزيد أكثر، لذلك نفضل اليوم الواحد بنتحرك الساعة 2 بالليل من كفر الشيخ ونرجع الساعة 10 بالليل تاني يوم". وبدورها، أشارت رباب أبو الأسعد، ربة منزل، إلى أنها تأخذ معها ما يلزم أسرتها من مأكولات ومشروبات؛ لأن الأسعار على الشاطئ "خيالية"، والسوبر ماركت بعيد عن الشاطئ، كما ناشدت الأهالي بعدم إلقاء بقايا الطعام في البحر؛ لأنها تعكر صفو المياه كما أنها تلوث البيئة. ومن جهته، قال هاني الشناوي، الذي جاء لقضاء ثلاثة أيام في مصيف جمصة مع أسرته "الأسعار نار، علشان أصيف أنا وابني وزوجتي صرفت على الأقل 1000 جنيه حتى الآن وهذا هو اليوم الثاني، والخدمة سيئة للغاية". وأكد محمود أبو المجد، أحد المواطنين، أن إيجار أي شقة يبدأ من 200 جنيه في اليوم الواحد، كلما اقترب من البحر ارتفع السعر ويمكن أن يصل إلى 400 جنيه في اليوم، والفرش بها ليس جيد وليس هناك رقابة من أحد. كما اشتكى أبو المجد من انتشار قناديل البحر بكثرة على شاطئ جمصة ولدغاتها، مطالبًا بتوفير أي طريقة لتفاديها واصطيادها والقضاء عليها فى البحر قبل ظهورها على الشاطئ. وأكد محمود أبو العينين، أحد الأهالي، أن المسئولين في الدقهلية على تعاقبهم "لا يهتمون بالمواطن" حيث أنه تقدم بالعديد من المذكرات عن مشكلات مدينة جمصة وحلولها لمحافظ الدقهلية، والمسؤلين بجمصة، ووزارة البيئة، وحتى صفحة المحافظة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عسى أن يجد استجابة ولكن بلا جدوى حتى الآن. وأشار إلى أن الصرف الصحي في جمصة يمثل أزمة كبرى، فلم تنته المقاولون العرب من إنشائه، كما أن بلاعات الصرف الصحي سرقت من الشوارع مما يعرض أطفالهم والسيارات للخطر نتيجة وجود فتحات في الطرق الرئيسية". وعن الكهرباء، يقول أبو العينين "الكابلات اتسرقت والسلوك عارية في الأعمدة بالقرب من الشاطئ، دون تحرك من كهرباء المدينة، مما يعني إهدار المال العام وعدم الاهتمام بحياة المواطنين، وانقطاعها باستمرار عن الشقق. ومن جانبه، طالب الشافعي زارع، أحد الأهالي، مجلس مدينة جمصة برش الشوارع لمكافحة البعوض والناموس المنتشر والمسبب للمالاريا والأمراض الأخرى نتيجة تجمع مياه الصرف الصحي فى الشوارع وطفحها أمام الشقق السكنية. وطالب المطافون بتشديد الرقابة على الشركات والسماسرة لضبط حركة الأسعار، خاصة أن جمصة مدينة سياحية، ويلجأ إليها معظم أبناء الدقهلية والمدن المجاورة للمحافظة من الدلتا، كمتنفس صيفي لقربها من معظم المدن. وكان محافظ الدقهلية أكد في تصريحات صحفية أن هناك خطة لتطوير وتحسين مدينة جمصة باعتبارها المتنفس الرئيسي والسياحي الأوحد بالمحافظة، خلال اجتماعه مع أعضاء لجنة تطوير وتحسين مدينة جمصة لاستعراض ومناقشة التقرير الذي أعدته اللجنة حول حصر الشوارع والميادين والحدائق التي بحاجة إلى تطوير، والأماكن التي تحتاج إلى تدعيم البنية التحتية بها مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والرصف وكذلك تدعيم وتحسين ورفع كفاءة محطات مياه الشرب والصرف الصحي القائمة بالمدينة خاصة خلال فصل الصيف". * * * * * * * *