توفيت صباح اليوم الأحد، السيدة نهلة القدسي، في العاصمة الأردنيةعمان، لتلحق بحبيبها الأخير الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، بعدما أحبته وتركت زوجها السياسي والدبلوماسي الأردني عبد المنعم الرفاعي، من أجله. نهلة القدسي، من أسرة عربية، والدها سوري الأصل، ووالداتها أردنية، ولدت في سوريا، وعند بلوغها سن السابعة انتقلت إلى الأردن وتزوجت هناك من زوجها الأول. وتعرفت "القدسي" على الموسيقار الراحل عبد الوهاب عام 1957 عندما كانت في زيارة لبيروت في نفس الوقت الذي كان عبدالوهاب نزيلاً في إحدى فنادقها وكان مريضًا، وأرادت بعض صديقاتها زيارته، فرافقتهم في تلك الزيارة، وحدث التعارف والزواج.
وتحدث عبد الوهاب في أحد اللقاءات الصحفية عن أول لقاء جمعه بالقدسي، قائلا: "كانت سيدة رائعة الجمال، لا أستطيع أن أنسى منظرها إلى اليوم، رأيت جمالاً رهيبًا لم أر مثله في حياتي، رأيتها تضع نظارة سوداء على عينيها، فخشيت أن تكون حولاء، فقلت لها: ما تشيلي النظارة يا هانم، فقالت نهلة: لا.. والله عينى تعبانة، قلت لنفسي لا بدّ من الهجوم، وعرضت عليها أن تشاهد الجناح الذي أقيم فيه، ودخلت معي". وأضاف عبد الوهاب في حواره: "انتهزت الفرصة ونزعت النظارة من فوق عيني نهلة، وإذا بها تزغدني في صدري وتقول لي: إيه قلّة الأدب دي، قلت لها: متأسّف، وتطلّعت إلى عينيها وكدت أُجنّ بجمالها، وتبيّن لي أن الذي تخفيه كان أجمل شىء فيها، قلت لها: عرفت لماذا تضعين النظارة، لتخفى كل هذا الجمال، أنت رائعة الجمال، أنت شىء خطير، وجلسنا نتكلم واكتشفنا أن شيئًا واحدًا يجمعنا، أنا متعب في حياتي العائلية وهي متعبة في حياتها العائلية أيضًا، تعرّفنا على التعب المشترك بيننا، وإذا بنا نتّفق على تطبيع العلاقات كما تقول لغة السياسة الآن". وقالت إحدى الصحف اللبنانية، "القدسي" في أحد موضوعاتها الصحفية، "نهلة تجيد هواية العزف على البيانو ولعب الشطرنج وتتمتع بحاسة فنية مرهفة بالنسبة للغناء والتمثيل والمسرح". وتحدثت القدسي في أحد القاءات عن علاقتها بالموسيقار الراحل قائلة: "لم أكن أشعر بالاستقلال عن عبدالوهاب تمامًا، فشخصيتي أصبحت مندمجة مع شخصيته وأصبحنا شخصية واحدة، أعطيته البيت والاستقرار والراحة وأخذت منه التعقل والصبر والتسامح". وأضافت: "كان حنونًا جداً ولكن لا يحب أن يتحمل المسؤولية، وإذا تحملها بصورة محدودة، لأن الفن يشغله عن مسؤولية البيت والأبناء ولكنه يحب أبناؤه جدًا".