الصحيفة البريطانية: أردوغان يهمه القضاء على الأكراد والانفراد بالسلطة خصصت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية افتتاحيتها، اليوم الأحد، للحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط وخاصة تركيا التي أصبحت مضطربة على المستوى السياسي والأمني، وقالت فيها "إنه ذا سارت الأمور وفق الخطة الموضوعة فإن تركيا سوف تدعو إلى إجراء انتخابات جديدة هذا الأسبوع، وهي خطوة من شأنها أن تفتح الطريق أمام حزب "العدالة والتنمية" الحاكم للحصول على الأغلبية مرة أخرى". وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن حزب "الشعوب الديموقراطي" المؤيد للأكراد قد حصل على أكثر من 10٪ من الأصوات في انتخابات يونيو، وهي النسبة التي جعلته يشكل قوة سياسية ومصدر إزعاج كبير للرئيس رجب طيب أردوغان، كما أنها كانت لها تأثير أكثر عمقًا في مناطق أخرى في المنطقة. "الأوبزرفر" قالت إن في غضون شهر واحد، أعادت تركيا فتح جبهة القتال مع الحركة الانفصالية "حزب العمال الكردستاني"، بعد فترة هدنة استمرت لأكثر من عامين، كما دعت الولاياتالمتحدة لاستخدام أحد قواعدها الجوية لشن هجمات على تنظيم "داعش" الإرهابي عبر الحدود مع سوريا، وهي الخطوة التي طالما رفضتها تركيا على الرغم من عامين من المناشدات الأمريكية لها. وفي الوقت نفسه، بدأت الطائرات التركية قصف مواقع حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق ووحدات الحماية الكردية السورية، التي تقاتل "داعش" تحت غطاء من طائرات الولاياتالمتحدة، واعتبرت الصحيفة البريطانية أن الأكثر من ذلك، هو أن تركيا ترى أن الأكراد يمثلون تهديد أكثر من "داعش". وأوضحت "الأوبزرفر" أن الشرق الأوسط أصبح مشتعل أكثر من أي وقت مضى في القرن الماضي، وذلك في ظل التهديد الذي يمثله "داعش" في سورياوالعراق وكذلك في تركيا، ومع ذلك، بالنسبة لأنقرة فإن "نقطة الصفر لتفكك المنطقة تبقى منطقة الجبال جنوب شرق، حيث يقبع الأكراد الذين يستغلون الفوضى للتحقيق أهدافهم الخاصة". وبالنظر إلى من يسيطر على الأرض في سوريا، فإنه يمثل الخوف الأكبر لتركيا، وهم وحدات الحماية الكردية الذين أصبحوا بجانب قوات البيشمركة العراقية، الجبهة المقاتلة الوحيدة ذات المصداقية التي تتصدى ل"داعش"، والتي تسيطر الآن على الأرض الواقعة جنوب الحدود التركية، من الحدود العراقية إلى الحافة الشمالية الشرقية من حلب. كما أن الميليشيات الكردية أيضًا لها معقل في شمال غرب سوريا، وهي المنطقة التي تصر تركيا على إنشاء منطقة حظر طيران فيها، ويتم الترويج لها باعتبارها ملاذ آمن للمدنيين والمقاتلين السوريين٫٫ والحقيقة هي أنها سوف تمنع الميليشيات الكردية من التواصل كما أنها تغير الجغرافيا السياسية للحدود، وذلك من وجهة النظر التركية، وهو ما يصعب مهمة القتال ضد "داعش". "الأوبزرفر" قالت إن واشنطن قبلت عرض استخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية، ولكنها رفضت عن فرض منطقة حظر جوي، وفي الوقت نفسه تدفع بنجاح محدود، بأن الهجمات على مختلف المواقع الكردية يجب وقفها. أما في العراق، نوهت الصحيفة البريطانية إلى أنه "لا تزال الولاياتالمتحدةوإيران يرقصون، ويتظاهرون بأنهم لا يتعاونون في مكافحة داعش، بينما تحلق الطائرات الأمريكية في دعم الميليشيات المدعومة من إيران". من جهة أخرى، ظهرت عجائب جديدة٫٫ ففي وقت سابق من هذا الشهر، طار المسؤولين الروس إلى الرياض لإجراء مناقشات مع وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، وكان رئيس المخابرات السورية علي مملوك، على متن نفس الطائرة، وهي خطوة كان لا يمكن تصورها في السنوات الثلاث الماضية من الحرب التي دمرت سوريا. وتحدثت الصحيفة أيضًا عن زيارة المسؤولين السعوديين إلى موسكو، وكذلك الوفد الإيراني إلى عمان، والاتفاق النووي مع إيران، والدعم الروسي لتحقيق الأممالمتحدة بشأن هجوم الأسلحة الكيميائية قرب دمشق قبل عامين، ودبلوماسيًا، كان هناك تحركات كثيرة في الشهر الماضي أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات الخمس الماضية. "الأوبزرفر" اعتبرت أن هذا "لا يعني نهاية واحدة من أكبر المآسي في العصر الحديث"، في إشارة إلى الحرب السورية، موضحة أن سوريا ما زالت "جمرة من نار" ومعاناة النازحين والمحرومين سوف تدوم لسنوات عديدة قادمة، "فمن الصعب أن نرى كيف يمكن لأي سلطة مركزية استعادة السيطرة على البلاد، ونفس الشيء يمكن أن يقال على العراق". وتابعت الصحيفة "أن السعي من قبل الجهات المعنية في المنطقة من أجل السلطة والنفوذ يستمر في إشعال جذوة الحرب السورية على وجه الخصوص، ومع ذلك، فإنه للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، كان هناك دلائل على أن جميع اللاعبين البارزين - إيران والمملكة العربية السعودية وروسياوالولاياتالمتحدةوتركيا - يعترفون الآن بأن تبني أجندات متباينة سيؤدي في نهاية المطاف إلى دمار مؤكد. مفاجأة روسيا للأمم المتدة، بشأن الأسلحة الكيميائية، يمكن اعتبارها محاولة لجعل بشار الأسد يفهم أن موسكو التي دافعت عنه لفترة طويلة، يمكنها سحب الغطاء عن تحقيق الأسلحة الكيميائية، وهي خطوة من شأنها أن تشل ما تبقى من سلطته. كما أن "إصرار تركيا، والمملكة العربية السعودية وقطر على الإطاحة بالأسد من شأنه أن يعطي لهم مجالاً لإنكار تهديد داعش، ورسائل روسيا في الأسابيع الأخيرة تفيد بأن هذا الأمر متروك للنقاش، في حال تأمين مصالحهم الخاصة". واختتمت الصحيفة بالقول "في هذه الأثناء يبدو الانشغال الرئيسي في تركيا ليس الأسد، ولا داعش، فأردوغان يأمل، بعد أسابيع من قتال الأكراد، أن يحصل على دعم القوميين، وتفتيت قوة حزب الشعوب الديموقراطي".