السجون وأماكن الاحتجاز فى أقسام الشرطة تغرق فى الإهمال، وقادتها لا يعيرون اهتماما لحياة المصريين، سواء كانوا أحرارا أم مقيدى الحرية. أماكن الاحتجاز بأقسام الشرطة، لا تعرف من نور الشمس إلا حرارتها المرتفعة التى تقتل، ومن صوت الحرية إلا صراخ المساجين من بشاعة السجن المتكدس بأعداد مهولة من البشر، ومن أدوات الحياة لا تجد إلا التعذيب والاعتداء بالضرب، فى السجون وأقسام الشرطة إن لم تمت بالتعذيب ستموت حتما بالحر. العام الماضى، أعلنت وزارة الداخلية فى كل وسائل الإعلام، بأنها زودت أقسام الشرطة والسجون بمراوح وتكييفات والاحتفال بأعياد ميلاد المساجين، وهلل خبراؤها الأمنيون بأن الشرطة وصلت إلى قمة حقوق الإنسان فى التعامل مع المواطن، لكن سرعان ما تبخر ذلك الكلام بتعطل تلك الأجهزة وعدم إصلاحها، بالإضافة إلى تكدس الأقسام بالمساجين بزيادة 400%. فى شهر أبريل الماضى توفى بقسم شرطة مصر القديمة، اثنان من المتهمين المحتجزين على ذمة نتيجة إصابتهما بهبوط حاد بالدورة الدموية، كما فارق متهم على ذمة قضية مخدرات الحياة بحجز قسم شرطة بولاق الدكرور، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية، وأكدت النيابة عدم وجود شبهة جنائية. وأول من أمس توفى 3 مساجين داخل حجز قسم أول شبرا الخيمة بعد إصابتهم بحالة إغماء وضيق فى التنفس، بسبب موجة الحر الشديدة التى تمر بها البلاد وإصابة آخر ونقله للمستشفى للعلاج. وفى الإسكندرية، توفيت ثلاث حالات داخل قسمى شرطة أول وثانى الرمل كانت نتيجة ارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة، وهبوط حاد فى الدورة الدموية، وقال المساجين فى تحقيقات النيابة العامة إن زملاءهم المتوفين تعرضوا لارتفاع شديد فى درجات الحرارة، واشتد عليهم الألم وفارقوا الحياة ولم تفلح محاولات إنقاذهم، وطالبوا وزارة الداخلية بمراعاة الحر الشديد وتركيب مراوح وتكييف داخل الحجز وتقليل عدد المحتجزين حتى لا تتكرر حالات الوفيات وحفاظا على حياتهم.