يعود البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إلى العظة الأسبوعية، في 19 أغسطس بكنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، خلال صلوات العشية الخاصة بصوم السيدة العذراء مريم، على أن يلقي العظة كل أسبوع في كنيسة مختلفة. وأعلن البابا في آخر عظة له مساء 8 يوليو الماضي "توقف إلقاء المحاضرة الأسبوعية لفترة من الزمن بسبب أعمال رسم الأيقونات وتجديد الكاتدرائية بمناسبة الاحتفال بمرور 50 سنة على افتتاحها في يونيو 2018"، دون أن يوضح فترة التوقف، إلا أنَّ الناطق باسم الكنيسة أشار في تصريحات فيما بعد إلى أنَّها ستتوقف على الأقل لمدة عامين. إعلان متحدث الكنيسة توقف العظة لتلك الفترة صاحبه مجموعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر البعض أنَّ "البابا يهرب من الضغط الذي تمثله العظة عليه بسبب احتجاج مجموعة من أصحاب مشكلات الأحوال الشخصية قبل شهر من إعلان توقف العظة وصراخ البعض بسبب مشكلات أخرى"، حيث من المرجح أن تكون هذه الانتقادات هي السبب الأساسي في استئناف البابا للعظة في الأسبوع السادس. عند اختيار البابا تواضروس بالقرعة الهيكلية وقبل تنصيبه عندما سئل عن اجتماع الأربعاء الخاص بسلفه الراحل شنودة الثالث، قال: "الناس اعتادت على اجتماع الأربعاء وسوف يستكمله"، وبالفعل بدأ البابا الاجتماع مساء 30 يناير 2013 أي بعد شهرين وعدة أيام من تنصيبه. الطريقة التي أعاد بها البابا "اجتماع الأربعاء" لم ترق كثيرين ممن كانوا يتابعون البابا شنودة، فقد قرر أن يبدأ بصلاة عشية، وإلقاء كلمة روحية، وإلغاء الفقرة التي كانت مصدر مهم لوسائل الإعلام ومتابعي البابا الراحل الخاصة بتلقي أسئلة الناس، وشكواهم والتي كان خلالها يطلق مداعبات لطيفة بخفة دم، أو يطلق تصريح متعلق بالسياسة بشكل غير مباشر. عظة البابا شنودة كان عبارة عن مظاهرة حب واحتفاء به خاصة عندما يعود من رحلة علاجية، أو مظاهرة للهتاف للصليب والمسيحية عند تعرض المواطنين المصريين المسيحيين لاعتداء طائفي، بينما قرر البابا تواضروس منع التصفيق والهتاف بالكنيسة وطالب الناس بذلك في أول لقاءاته معهم، إلا أنَّ طلبه هذا تم تجاوزه في عدة مرات. البابا شنودة بدأ العظة عندما كان أسقفا للتعليم لطلبة الأكلريكية عام 1964 ثم ذاع صيته واتسع جمهوره، نقله للكنيسة المرقسية بكلوت بك، ثم عاد بها للكاتدرائية الكبرى عندما صار بطريركًا، كانت تعتبر وسيلة التواصل الدائمة بين البابا والناس كل أسبوع، في ظل عدم وجود وسائل التواصل الحديثة المتواجدة اليوم. أمَّا البابا تواضروس فلم يكن محتاجًا للعظة للتواصل مع الناس، صار لديه مركز إعلامي ينقل كافة التفاصيل الخاصة به، لديه عدة قنوات تنقل تحركاته والقداسات التي يصليها داخل وخارج مصر بالبث المباشر، وخلال تلك الصلوات يلقي عظات كثيرة، كما يقدِّم بشكل شهري برنامج "البابا وأسئلة الشعب" من خلال الأسئلة التي يتلقها المركز الإعلامي، وينقله له ليجيبَ عنها خلال برنامج تعرضه فضائيات الكنيسة الثلاثة "سي تي في، وأغابي، ومي سات" بالتزامن. إضافةً إلى لذلك فإنَّ البابا تواضروس يتحرك ويزور إبروشيات كثيرة خارج مصر في أوروبا وكندا والإمارات ولبنان، وداخل مصر كانت ملوي والفيوم وأسيوط والإسكندرية والبحيرة، وخلالها التقى أبناء الكنائس المختلفة بشكل مباشر إضافةً لزيارته لكنائس في شبرا وحدائق القبة ومصر الجديدة، ومصر القديمة.