نقابة البيطريين: الفتوى صدرت لصالح مافيا استيراد اللحوم من الخارج.. والصعق قبل الذبح «بدعة غربية» أثار التحقيق الذى انفردت به «التحرير» أمس حول موافقة ثلاثة من علماء الأزهر هم: الدكتور نصر فريد واصل، المفتى الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد الله مبروك النجار، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وكذلك الشيخ فوزى الزفزاف، وكيل الأزهر الشريف وعضو مجمع البحوث الإسلامية، على ذبح الحيوانات من خلال الصاعق الكهربائى بهدف تدويخه قبل الذبح ردود فعل واسعة. انتقدت نقابة البيطريين هذه الطريقة فى الذبح، لافتة إلى أنها ستعقد ورشة عمل كبرى تجمع العلماء من رجال الدين وعلماء فى الصحة الحيوانية وسلامة الغذاء، للرد على هذه الأمور، وقال الدكتور سامى طه، نقيب البيطريين، فى تصريحات خاصة ل«التحرير» إن النقابة ستعقد ورشة عمل تضم علماء الدين وخبراء الطب البيطرى حول طرق الذبح والرقابة الصحية على اللحوم وحقوق الحيوان، لافتا إلى أن الذبح بهذه الطريقة (الصعق الكهربائى) بدعة غربية ولا صحة لما يدعونه بأن الحيوان يشعر بالألم فى أثناء ذبحه بالسكين، لأن هذه الطريقة لا تسبب ألما للحيوان إذا تمت بالمهارة اللازمة. وقال الدكتور مكرم ياسين، استاذ الرقابة الصحية على اللحوم بجامعة قناة السويس، إن هذه الطريقة فى الذبح بالصعق الكهربائى مرفوضة شرعًا، لأن الحيوان يجب أن يذبح وهو فى كامل وعيه وانتباهه، وأن طريقة الذبح الإسلامية لا تشعر الحيوان بالألم سوى لثوانٍ محدودة، كما أن من المزايا الصحية للذبح بالطريقة الإسلامية أنه يطرد الدم من الأوعية الدموية وجسم الحيوان بما يسمى «النسف الدموى» نتيجة ردود الفعل العضلية التى يقوم بها الحيوان بعد الذبح، لافتا إلى أن هناك أضرارا صحية للذبح بطريقة الصعق الكهربائى، ومنها أنه يؤدى إلى تجمعات دموية بجسم الحيوان وإحداث بقع نزفية بعد ذبحه، كما أن هذه التجمعات الدموية بعد الذبح تجعل الحيوان بيئة خصبة للميكروبات، لأن الدم يعمل على تنشيط هذه الميكروبات وتكاثرها، مشيرا إلى أن كل المجازر الأوروبية تستخدم طريقة الذبح بالصعق الكهربائى، مما يؤدى إلى شل الحيوانات ويؤثر على جودة اللحوم إذ تكون فى أدنى درجاتها، وهناك طريقة أخرى يستخدمونها فى الغرب من خلال إدخال الحيوان على نفق مملوء بغاز ثانى أكسيد الكربون مما يؤدى إلى خنقه، وبالتالى يؤثر على خلايا المخ وهاتان الطريقتان لا تتفقان مع الشريعة الإسلامية. وقال الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة البيطريين، إن ما أفتى به مشايخ الأزهر الشريف نطالب الأزهر بأن يرفع يده عن الطب البيطرى، ونطالبهم بأن لا يفتوا بغير علم، لافتا إلى أن هذه الدعوات هى دعوات مشبوهة من أجل تحقيق مصالح شخصية لبعض المستثمرين الأجانب ومافيا استيراد اللحوم، وأن ادعاءات الرفق بالحيوان ما هى إلا بوابة لتحقيق هذه المصالح، لافتا إلى أن الصعق الكهربائى سيؤدى إلى عدم ادماء كامل الحيوان مما سيعرض صحة الإنسان إلى التعرض إلى أكثر من 30 مرضًا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، كما أن طريقة الصعق الكهربائى تعرض الذبيحة إلى التلف المبكر، كما أنه سيؤدى إلى عملية غش تجارى لوجود نسبة من الدم ستوضع ضمن الميزان فى أثناء وزن الذبيحة. وطالب سمير، وزير الزراعة، باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه الفتوى لحماية صحة المواطنين، وعلى الرئيس أن يتدخل لإيقاف هذه المهزلة. وقال الدكتور لطفى شاور، مدير عام المجازر واللحوم فى السويس، إن هذه الفتوى هدفها إعطاء شرعية للحوم التى تذبح فى الخارج حتى يتم قبولها فى مصر، لافتا إلى أن وزارة الزراعة رفضت مؤخرا سفر اللجان التى كانت تسافر مع اللجان التى تشترى اللحوم من الخارج وهو ما أدى إلى أن أننا أصبحنا نستورد اللحوم التى تذبح بالصعق الكهربائى وغيره من الطرق المحرمة. من جهته قال الدكتور عباس شومان، وكيل الازهر الشريف، إن موافقة عدد من علماء الأزهر على الصعق الكهربائى للحيوان قبل ذبحه، والتى جاءت بناء على وثيقة حملت موافقتهم على استخدام الصاعق الكهربائى قبل الذبح من باب الرفق بالحيوان، والذى يكون فى حالة ذعر عندما يتقدم للذبح، مؤكدا أن الأزهر الشريف يتبنى الموقف الشرعى، وأن مسالة الحديث عن إقدام البيطريين على رفع دعوى قضائية ضد الأزهر حق قانونى مكفول للجميع. وحول ادعاء البعض بأن الأزهر اتخذ هذا الموقف من باب إرضاء بعض الدول التى رفضت تصدير اللحوم إلى مصر خلال الأعوام السابقة نتيجة لطريقة الذبح التى اعتبرتها تلك الدول مخالفة لقواعد الرفق بالحيوان، أكد شومان أن الأزهر لا يأخذ بمبدأ الصفقات السياسية، ولكن دائما ما يتسم بالأخذ بمقاصد الشريعة صاحبة الحضارات والرقى فى التعامل سواء مع البشر أو الحيوان، لأن الحيوان فى النهاية مخلوق من قِبل الل،ه والدين أوصى بحسن التعامل معه والرفق به، من هذا المنطلق جاءت وثيقة بعض علماء الأزهر الشريف، والتى أقرت الموافقة على تدويخ الحيوان بالصعق الكهربائى قبل ذبحه حتى لا يشعر بالألم. من جانبه قال الدكتور حامد أبو طالب، عضو هيئة كبار العلماء، إنه يتحدد الحكم الشرعى فى هذا الموضوع عن المقصود بصعق الحيونات، فالمعترف به شرعا فى ذلك الموضوع وهو ذبح الحيونات والطيور بالصاعق الكهربائى بهدف تدويخ الحيونات والطيور حتى يسهل إمساكها وذبحها، مؤكدا أن هناك بعض الحيونات تكون غاضبة بدرجة كبيرة ويصعب الإمساك بها وذبحها لا زيادة عن ذلك، بمعنى أن تكون الحياة فى هذه الحيوانات قبل الذبح وتذبح هذه الحيونات وهى حية. واستطرد أن تدويخ الحيونات بالصاعق الكهربائى حلال وجائز، بشرط ألا يموت الحيوان أو الطير قبل ذبحه، أما إذا كان الصاعق يؤدى إلى قتل الحيوان أو الطير فهذا لا يجوز شرعًا، أما فى حالة استخدام الصاعق الكهربائى فى التعامل مع الحيوانات قبل ذبحها بشكل أدى إلى موت الحيوان بالصاعق الكهربائى فيعد حراما شرعا، فلا يجوز أن تذبح الحيوانات بالصاعق الكهربائى، وإنما يجوز فقط استخدامه فى تدويخ الحيونات.