بعد فتوى علماء الأزهر بالموافقة على ذبح الحيوانات ب"الصعق الكهربائي" بدعوى دعم الاقتصاد وتحسين صورته أمام العالم الخارجي وتجنب حدوث فجوة غذائية فى مصر تباينت ردود فعل من الأطباء البيطريين الذين رفضوا هذه الفتوى وأكدوا أنها بمثابة تعذيب للحيوان ويقف وراءها ما يسمى بجمعيات الرفق بالحيوان وأصدقاء الحيوان التى انتشرت فى الآونة الأخيرة التي تهدف إلى السياسة أكثر من خدمة الحفاظ على الحيوان. ومن جانبه، قال الدكتور سامي طه، نقيب الأطباء البيطريين، إن ما يتم حاليًا من إزهاق روح الحيوان من خلال الصعق الكهربائي فى الغرب فهو بدعة غربية اعتمدت على شىء غير موجود، وهى أن الحيوان يعذب فى أثناء ذبحه، والحقيقة الدينية والعلمية أن الحيوان لا يشعر بالذبح الذي يتخيله البعض، خصوصًا إذا ذبح الحيوان بسكين حاد وهو راقد وفى المكان المعروف من الرقبة ومن خلال شخص مدرب فلا مشكلة، حيث يكون نسف الدم نهائيًا ويكون صحيحًا. وأضاف طه ل"المصريون" أن الذبح المتعارف عليه منذ الفراعنة بكيفيته أنه يتم فى الرقبة والحيوان راقد، وهناك صور فى هذا الأمر للفراعنة فى آثار البر الغربي بوادي الملوك، وكذلك الأمر فى آثار بنى حسن، لافتًا إلى أن هذه الطريقة فى الذبح مستقر عليها منذ آلاف السنين، سواء الشريعة الإسلامية أو اليهودية فطريقة الذبح واحدة وإن كان هناك تشدد أكثر فى الشريعة اليهودية. وفى سياق متصل، قال الدكتور ياسر الصيرفي، كبير الأطباء البيطريين، إن هناك طريقتين للذبح، الأولى هى الذبح طبقًا للديانة أو الذبح طبقًا لاختراع الإنسان، أما الذبح طبقًا للديانة فإن هناك طريقتين، هما الإسلامية واليهودية، وأما الذبح بالطريقة التى اخترعها الإنسان فالهدف منها تحقيق ما يسمى الرحمة المثلى، وهى من خلال تدويخ الحيوان قبل ذبحه، وهناك طرق مختلفة للتدويخ، الأولى الضرب بالطرق على الرأس والثانية إطلاق الرصاص داخل المخ، والثالثة الصعق الكهربائي، والرابعة الخنق بغاز أول أكسيد الكربون. وأوضح الصيرفي ل"المصريون" أن أى طريقة من هذه الطرق تستخدم مع الحيوان تجعله يفقد الوعي وعندما نصعق الحيوان بالصدمات الكهربائية لا يمكن أن يعود للحياة مرة أخرى لأنه يفقد الوعي للأبد، وبالتالي يدخل فى نطاق الميتة ويصبح محرمًا أكله. وتابع أن صعق الحيوان قبل ذبحه يعرضه للموت والذبيحة التى تذبح بطريقة الصعق تكون غير تامة النزيف، والشريعة الإسلامية تحرم أكل الدم، لافتا إلى أن هناك أضرارًا صحية أخرى، لأنه عندما يختزن الدم داخل جسم الإنسان يكون مادة خصبة لنمو الميكروبات والجراثيم، مما يعجل بفساد اللحوم ويزيد من احتمالية إصابة المستهلك بمخاطر صحية جسيمة، فضلا عن أن اللحوم التى تذبح بطريقة الصعق تكون أقل جودة ونكهتها غير مقبولة، وتغير من طعمها. وأشار كبير الأطباء البيطريين إلى أن الذبح وفق الطريقة الإسلامية لا يشعر الحيوان بالألم، حيث يفقد الحيوان الإحساس خلال 3 ثوانٍ من ذبحه والرفس الذي يحدث له بعد الذبح هو نتيجة تأثير الجهاز العصبي الإرادي، ولفت الصيرفي أن الفتوى يقف وراءها عدد من جمعيات الرفق بالحيوان وبعض رجال الأعمال الذين يستوردون اللحوم من الخارج بدولة الأردن. ورفض الصيرفي أن يعذب الحيوان مرتين الأولى بالصاعق الكهربائي ثم مرة أخرى بالذبح، مؤكدًا أن هناك رسائل ماجستير فى الفقه المقارن تبين طرق الذبح فى الشريعة الإسلامية،وأن الشركات المنتجة للحوم فى الدنمارك قدمت طلبات للحكومة لإلغاء الذبح بالصاعق الكهربائي لما لها من تأثير كبير على الحيوان.