كتب - أحمد نبيل شعبان فريكيكو، مدحت الشماشيري، محمد بدران، كمال بيه، لاشين، أبو موسى، الدكتور عبد النور، عمون بن أهارون، عزيز أفندي، والأسطى عمارة.. كلها أدوار جسدها العملاق الراحل أبو بكر عزت، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم الجمعة، تتذكره «التحرير»، وهو الذي تعود بداياته إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما دخل التمثيل من باب المسرح الواسع، فوجد فرصته مع فرقة عبد المنعم مدبولي بدايةً، ثم التحق ب فؤاد المهندس وشويكار، عندما كان للثنائي صيت ذائع في المسرح، ولعله من البديهي أن يكون المسرح موطئ قدمه الأول، شأنه في ذلك شأن العديد من الممثلين الذين برزوا في النصف الأول من القرن الماضي، عندما كان المسرح التجربة القصوى لقدرات الممثل، ولما كانت السينما تشترط ما يزيد على الموهبة في الشكل والحضور. أبو بكر عزت، المنتمي ل حي السيدة زينب قلبًا وقالبًا، وهو الحي الذي شهد ميلاده، وتخرجه في قسم الاجتماع من كلية الآداب بجامعة القاهرة، كان يحب إخراج الأعمال المسرحية خلال فترة الدراسة، وبعد التخرج عمل في عدة فرق مسرحية، منها فرقة المسرح الحر ومسرح الريحاني ومسرح التليفزيون، ثم بدأ العمل في السينما منذ أواخر الخمسينات، وشارك في العديد من الأدوار المساعدة. ومن أبرز أفلامه: "النظارة السوداء، الحياة حلوة، 30 يوم في السجن، ميرامار، ضد الحكومة، الهروب"، أما أعماله التليفزيونية، فنذكر منها: "زيزينيا، التوأم، حلم الجنوبي، السقوط في بئر سبع، أرابيسك". في أدواره المبكرة، انكشفت التركيبة التي تناسب شخصية "عزت"، أو بالأحرى الشكل الذي حوصر داخله بشكل أو بآخر، بنظراته الماكرة وخفة ظله وسرعة حركته، قدم الراحل شخصية المحتال المحببة والقريبة، فكان الشاب الذي يحاول إغواء الفتيات وهو عالم بقلة حيلته لا يعدم وسيلة في ذلك وأولها الكذب. واكتسبت بعض شخصياته ملمح الهوس الجنسي، كما في "ميرامار" على سبيل المثال، وتراكمت الأدوار التي أخذت الكثير من بعضها البعض لترسم صورة للممثل في شبابه وصلت إلى حد تماهيه مع المحتال أو الكذاب إلى أقصى حد، فكان كافيًا أن يطل لدقائق في "أفواه وأرانب"، قبالة فاتن حمامة، في دور زميلها في المعمل، الذي يحبها، لندرك منذ اللحظات الأولى أنه يكذب في شأن المال، وإن لم يكن كذابًا في مشاعره تجاهها. ومع التحول الذي بدأت تشهده الأفلام المصرية من المزيج الخفيف من الكوميديا والاجتماع الذي ساد معظمها الخمسينيات، وردحا من الستينيات، ودخولها في مراحلها الواقعية، تبلورت شخصية المحتال في السينما واتجهت أكثر نحو ملامح الشر، لم يصل "عزت" إلى تخوم شر عادل أدهم أو محمود المليجي، بل ظل في نقطة وسطية، أقرب إلى المحتال الماكر منه إلى الشرير، من أدواره السينمائية التي تقرب من ستين شخصية، لعب أدوارًا متعددة في دائرة المكر، ولكن أكثرها ميلًا إلى الشر. ولعب ثلاثة أفلام قبالة الراحل أحمد زكي: "ضد الحكومة" و"الإمبراطور" و"الهروب". وبرغم ما يقال عن بقاء الممثل الراحل في دائرة صغرى من نوعية الأدوار، إلا أنه امتلك نكهة خاصة في أدائه حتى لأصغر الأدوار، فلعبها دائماً بشيءٍ من الإضافة أو اللمسة الخاصة، لعل قوله في مقابلة صحافية قبل سنوات إنه "يمارس الفن بروح الهواية"، يفسر حفاظه على مستوى أدواره مهما اختلف هامشها. أخبار الفن اليوم