كتب - شمياء مطر وحسام حمدى وعبد الوهاب ربيع وأحمد أبو المحاسن تحقيقات نيابة غرب القاهرة بإشراف المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام الأول، فى وفاة 6 أطفال رضَّع فى مستشفى النساء والتوليد التابع لمستشفى الدمرداش، كشفت عن أن المسؤولين فى المستشفى رفضوا حجز الأطفال فى الحضَّانات واكتفوا بوضعهم داخل غرفة الملاحظة، مؤكدين أن حالتهم الصحية مستقرة، بينما لم يكن الأطباء موجودين فى القسم فى هذا التوقيت، وهى الأسباب التى قد تدفع النيابة إلى توجيه تهمة القتل الخطأ إلى الأطباء المسؤولين، وفقًا لمصدر فى النيابة. وأضافت التحقيقات التى باشرها المستشار أحمد شعراوى، مدير نيابة غرب القاهرة، أن الأطباء أكدوا للأهالى أن حالة الأطفال ال6 الذين تُوفُّوا فى توقيت متزامن كانت مستقرة عقب الولادة واكتفوا بحجزهم داخل غرفة الملاحظة ولكن تدهورت حالتهم الصحية وتوفوا خلال 6 ساعات فقط. وأوضحت التحقيقات أن إحدى السيدات وضعت ثلاثة توائم وخرجوا للحياة بحالة صحية جيدة وقرر الأطباء وضعهم فى غرفة الملاحظة تحت الإشراف الطبى ثم توفوا بعدها واحدا تلو الآخر، دون تدخل لإنقاذهم، ثم أعقب ذلك وفاة 3 أطفال حديثى الولادة فى ظروف مشابهة. واستمعت النيابة إلى أهالى الضحايا الذين اتهموا المسؤولين عن قسم النساء والتوليد بالمسؤولية عن الواقعة، وألقى «محمود. س»، والد الضحايا الثلاثة «التوائم»، باللائمة على الأطباء وحمّلهم مسؤولية قتل أبنائه الثلاثة، وقال إنه خلال وجوده فى المستشفى اكتشف تشابه الواقعة مع وقائع وفاة 3 آخرين حديثى الولادة فقام بإبلاغ جهات التحقيق، واستمعت النيابة إلى أقوال الدكتور مجدى كليب، مدير عام مستشفى النساء والتوليد فى «الدمرداش»، الذى أنكر المسؤولية عن الواقعة، مؤكدا أن المستشفى يوجد به عدد محدود من الحضَّانات، وأن الأطفال الذين توفوا كانوا فى غرفة الملاحظة ولم يتم حجزهم فى الحضَّانات لعدم وجود أماكن فيها، مشيرا إلى أن الأطباء طلبوا من الأهالى البحث عن حضَّانات فى مستشفيات قريبة ونقل الأطفال إليها خوفًا على حياتهم. وأفادت التحقيقات أن قسم النساء والتوليد كان خاليًا من الأطباء يوم الحادثة، واقتصر الحضور على عدد بسيط من طاقم التمريض، وأن الحالات توفيت بسبب عجز داخل أطقم التمريض، والأجهزة الموجودة داخل قسم النساء والتوليد، لافتة إلى أن الحالات ال6 كانت تستدعى معاملة خاصة، نظرا لسوء الوضع بعد عملية الولادة. من جانبها قامت «التحرير» بجولة ميدانية داخل مستشفيات عين شمس للوقوف على ملابسات وفاة الأطفال الستة، ورصدت غيابا شبه كامل للأطباء، وإغلاق بعض العيادات التخصصية داخل مستشفيات عين شمس الجامعى، على رأسها عيادة الجلدية والجراحة، بينما كان قسم الطوارئ هو الوحيد الذى يفتح أبوابة أمام المرضى. بدوره تفقد وزير التعليم العالى السيد عبد الخالق، مستشفيات الدمرداش، أمس (الاثنين)، لمتابعة أسباب الوفاة، بينما قال الدكتور عبد الوهاب عزت، نائب رئيس جامعة عين شمس لشؤون خدمة المجتمع، إن الجامعة سلمت الوزير تقريرا موثقا بالواقعة، يفيد عدم مسؤولية المستشفى عن الواقعة، وأضاف أن قسم التوليد فى المستشفى به 45 حضَّانة يوجد بها 45 طفلا، وشدد على أنه لا توجد أى مسؤولية على أى طبيب أو موظف بالقسم، واستنكر عزت اتهام إدارة المستشفى ب«العجز»، و«نقص الخبرة»، مؤكدًا ارتفاع الكفاءة الطبية للأطباء العاملين فى مستشفيات عين شمس. ومن جانبه روى الدكتور محمود مدير مستشفى الدمرداش للأطفال عن ماحدث قبل وفاه الأطفال ب9 بساعات، حيث أكد أن مستشفى الدمرداش استقبلت خمس حالات ولادة خطرة مساء ثانى أيام العيد، موضحا أن الحالة الأولى لأم حامل تعانى من ارتفاع في السكر وارتفاع ضغط الشبكية وبالتالى تأثر الجنين وأصيب بتشوهات والحالة الثانية لأم حامل في جنين لا يتعدى وزنه 500 جرام، وهذا يعنى أن الطفل لم يكتب له الحياه، والحالة الثالثة لأم حامل في طفل لديه تشوهات في المخ، مؤكدا أن كافة الحالات كانت خطرة وكان مؤكد وفاه الجنين والأم فكان الخيار الأمثل إنقاذ حياة الأمهات بدلا من تركهم يموتون مع أطفالهم . وأوضح مدير مستشفى الدمرداش للأطفال، أن المستشفى أوضحوا لأولياء أمور الأطفال حقيقه الموقف وخطورته لذلك أمضوا على قرار بقيام المستشفى بإنقاذ حياه الأمهات في حين على أولياء الأمور البحث عن حضانات، خاصة أن هناك ضغط على مستشفى الدمرداش بعد غلق المستشفيات المحيطة بسبب عيد الفطر، مؤكدا أن إدارة المستشفى قامت بالاتصال بالخط الساخن لوزارة الصحة 137 لإبلاغهم بضرورة توفير حضانات للأطفال لا يتعدى وزنهم ال700كجم ولكنهم لم يستجيبوا في حين رفضوا أهالى الأطفال البحث عن حضانات في مستشفى أخرى خوفا من ارتفاع تكاليف الحضانات . وأكد مدير مستشفى الدمرداش، أن طبيب النساء وافق على استقبال الحالات رغم خطورتها ورغم عدم وجود أماكن خالية بهدف إنسانى وهو إنقاذ الأمهات من الموت، خاصة أن الأطفال كان متوقع موتهم لظروفهم الصحية من ناحية ولولادتهم بوزن أقل من 500كجم كما أن هناك طفل توفى داخل الرحم قبل الولادة لإصاباته بتشوهات، والأطباء بذلوا مجهود لإنقاذ الأمهات تحت علم الأهالى ولكن وزارة الصحة لم توفر حضانات للأطفال وهو ما دفع إدارة المستشفى وضعهم في غرفة ملاحظة لحين توفر حضانة، مؤكدا أن حالات الأطفال كان ميئوس منها، نافيا الشائعات التى ترددت عن انتشار فيروس قاتل تسبب في وفاه الأطفال مؤكدا أن قسم الحضانات يعمل بكفاءة وبه 45 طفل، بالإضافه إلى أن يوم وفاه الأطفال تم إجراء عمليات ولادة ل13حالة والأطفال إحياء وتحت الملاحظة وهو أكبر رد على الشائعات أن هناك تقصير أو إهمال من قبل الأطباء بالمستشفى . واستنكر مدير مستشفى الدمرداش للأطفال الاتهامات التى انهالت على الأطباء متسائلا: بدلا من شكر الأطباء على إنقاذ حياه الأمهات والموافقة على استقبال الحالات في حين تم رفضهم من مستشفيات التابعة لوزارة الصحة ؟". ورأى مدير مستشفى الدمرداش للأطفال، أن أزمة الحضانات أزمة عامة ومستمرة وجميع المستشفيات تعانى من نقص في عدد الحضانات وأن المتوفر على مستوى الجمهورية لا يتعدى 30% من عدد الأطفال حديث الولادة وهو ما يتسبب في وفاه الأطفال سنويا .