الكاتب والخبير الجيوسياسي الأمريكي من أصل ألماني، ويليام إنجدال، قال إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيش متوهمة بأنها ستتحكم في مصر من خلال وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم، موضحا أن مصر بلد كبير، والإخوان لا يملكون قاعدة شعبية كبيرة به، بل باتت شعبيتهم تنحصر في أعضاء الجماعة فقط. وقال إنجدال، في مقابلة مع قناة روسيا اليوم، إن وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري، ذهب إلى مصر خالي الوفاض وكل ما يسعى إليه هو «الضغط على (الرئيس المنتمي للإخوان محمد) مرسي من أجل العمل على إتمام قرض مع صندوق النقد الدولي». وتابع أنمن شأن هذا القرض في حال إتمامه، أن يكون مصحوبا بإجراءات تقشف لا تحظى بشعبية في مصر، وكذلك زيادة الضرائب وهو ما سيجعل الوضع الاقتصادي أسوأ. وأكد الكاتب والخبير الأمريكي أن الأمور تفلت من زمام المشروع الإخواني «الذي تبنته إدارة أوباما منذ بداية الربيع العربي والإطاحة بالرئيس السابق مبارك». ومضى للقول إن «الإخوان ليس لهم قاعدة شعبية داخل المجتمع المصري. ونسبة التأييد لهم تنحصر في أعضاء الجماعة. أما معظم المصريين فيريدون مجتمعا ديمقراطيا. ولهذا رفضت المعارضة أن تلتقي ب كيري. وهذا يظهر أن واشنطن بات لديها عدد ضعيف جدا من الأوراق لاستخدامها في مصر الآن، وهو ما يعكسه الاستقبال على ما أعتقد». وردا على سؤال حول السبب في دعم الولاياتالمتحدة لما ترى المعارضة أنه نظام إسلامي سلطوي متشدد، بعد تأييدها القوي للتغيير في المنطقة بعد الربيع العربي، قال إنجدال إن هناك وجهان لسياسات واشنطن، فدعم الولاياتالمتحدة للإخوان يعود لدور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث كانوا يرون فيها أداة جيدة، وإن الجماعة تضاف إلى حصيلة المنظمات التي يقومون باستخدامها حول العالم. ألقوا بالإخوان داخل السعودية في الخمسينيات بعد أن تم حظرها في مصر. ومن هنا توسعت الجماعة ولعبت أدوار مهمة في معظم دول الربيع العربي اليوم. وقال الخبير الأمريكي: «أعتقد أن بعض الأشخاص حول الرئيس أوباما متوهمون بأن بمقدورهم السيطرة على ما هو بالأساس إسلام سياسي تستخدمه حركة فاشيستية، فالإخوان ليسوا حركة تسعى للديمقراطية بأي حال من الأحوال». وأوضح أن «الإخوان جماعة سرية لديهم أجندة معلنة تظهر على أنها مقبولة، وأجندة سرية نراها تتحقق الآن في مصر من خلال الإجراءات الديكتاتورية السلطوية التي اتخذها مرسي». وأشار في ختام المقابلة إلى أن البعض في إسرائيل أيضا يعتقدون بأنهم يمكنهم التعامل مع الإخوان وإن كانت الدولة العبرية تنظر بحذر للجماعة، لكنه في النهاية فإن الشعب المصري وشعوب المنطقة سيكونون ضحايا دعم الولاياتالمتحدة للإخوان.