سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسوشيتد برس: الرئيس استغل المقابلة التليفزيونية لتلميع صورته الوكالة الأمريكية: مرسي سعى إلى تصوير نفسه «رجل الشعب» ورفع صوته وانهمرت الدموع من عينيه وهو يتحدث عن فقراء مصر.. وحاول الظهور ك«وطني متصلب الرأي» و«زعيم حنون متواصل مع شعبه»
علقت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية على الحوار مع الرئيس محمد مرسي في الساعات الأولى من أول من أمس الاثنين، بقولها إن الزعيم الإسلامي استغل المقابلة التليفزيونية في إطلاق هجوم ناعم لجعل صورته أفضل. ووصفت الوكالة الأمريكية مقابلة الرئيس ب«العاطفية» التي دافع فيها عن الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. مضيفة أنه سعى إلى تصوير نفسه كرجل الشعب، حيث رفع صوته وانهمرت الدموع من عينيه وبكى بغزارة وهو يتحدث عن فقراء مصر. كما أشارت أسوشيتد برس إلى وصفه الحشود المحتجة ضد حكمه ب«البلطجية والخارجين عن القانون»، وقالت إن هذا التشبيه من المحتمل أن يعمق العداء في البلد المستقطب بالفعل بشكل خطير. ورأت أن المقابلة بدت دفعة من قبل مرسي لتلميع صورته وسط اضطراب هائل قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ إبريل المقبل. مشيرة إلى أنها أوضحت الديناميكية التي تميزت بها السياسة المصرية طوال فترة الاضطراب السياسي الذي هز البلد لأشهر. وقالت الوكالة إن منتقدي مرسي استنكروا تعليقاته واعتبروها مجرد تهديد وما هو أسوأ من ذلك أنها تذكرة بخطاب المستبد السابق له. أسوشيتد برس نقلت عن جمال عيد، المحامي والناشط السياسي البارز تعليقه على حوار الرئيس: «لم أعد متفائلا فيما يتعلق برئاسته وأخشى من الأيام المقبلة لأن الغضب متصاعد». مضيفا: «لدينا الآن رئاسة لا تستمع، ومعارضة في حالة يرثى لها، والأكثر أهمية من هذا وذاك شباب غاضب خارج نطاق السيطرة». مضت الوكالة في تحليلها لحوار الرئيس، وقالت إن مرسي الذي وصل إلى الحكم كأول رئيس منتخب ديمقراطيا، لم يحدد في المقابلة خططه الاقتصادية أو خططه لإعادة الأمن وسط فوضى متزايدة. مضيفة أنه بدلا من ذلك سعى إلى أن يظهر ك«وطني متصلب الرأي» و«زعيم حنون متواصل مع شعبه». ونقلت عن المحلل السياسي عمار علي حسن قوله إن مرسي بدا يتخذ نفس موقف مبارك تجاه المعارضة. مضيفا: «يستخف بمعارضيه، وهو ما يظهره متعجرفا ويثير تساؤلات حول ما إذا كان يؤمن بصدق بنقل سلمي للسلطة». كما أشارت الوكالة إلى أن مقابلة مرسي كان من المفترض أن تذاع على قناة المحور في الساعة 8 مساءا من يوم الأحد الماضي، لكنها لم تبث حتى الساعة 1.30 من صباح الاثنين، بعد موعد نوم معظم ال85 مليون مصري. مضيفة أن القناة لم توضح سبب تأخير البث 5 ساعات ونصف، وهو ما أثار التكهنات حول أن قيادات الإخوان أرادوا مشاهدتها أولا. وفي انتقاد مباشر للمحاور عمرو الليثي، رأت الوكالة أنه على غرار مقابلات مبارك أثناء حكمه، تضمن اللقاء أسئلة يسهل الإجابة عليها تماما، لافتة إلى أن المحاور طرح القليل من الأسئلة الاستيضاحية على الرئيس، ونادرا ما اعترض على إجابات مرسي. وقالت إنه في بعض الأوقات، بدا المحاور يدفع مرسي إلى إظهار مبادئ الرجل العادي، مشيرا أن الرئيس لا يزال يعيش في شقة بالإيجار ولم ينتقل إلى القصر الرئاسي، وإلى "دخل مرسي المحدود" في وظيفته السابقة كمحاضر هندسة في أحد الجامعات الإقليمية.