مرّ عامان على اندلاع ثورتنا المجيدة، فكيف مرَّت كل هذه الأيام الكثيرة؟! إن أحداث الثورة بتفاصيلها الدقيقة ما زالت محفورة داخل قلوبنا وعقولنا، وكأنها وقعت أمس، أو أول من أمس! وستبقى هذه الأحداث العظيمة مغروسة داخل ذاكرتنا الشخصية، وذاكرتنا الوطنية، كأروع لحظات التاريخ الحى، حين هبّ شعبنا الحليم، وعبَّر عن حضارته وأصالته ووعيه بثورة سلمية أدهشت العالم كله، فقد تقدَّم الشباب والشيوخ، والنساء والرجال، للتضحية بأرواحهم الغالية من أجل تحرير الوطن من الظلم، والقهر، والطغيان. وطوال السنتين الماضيتين، حدثت فى مصر أحداث جسام، تحت حكم عسكرى جاهل وفاسد وفاشل، ثم تحت حكم جماعة تتخبَّط وهى تسعى إلى الاستحواذ على كل شىء، أما شعبنا الأبى فلم يستكن، ولن يقبل باستمرار الظلم، ومن ثَم سُفك المزيد من الدماء الطاهرة، وارتفع من بيننا المزيد من الشهداء الأبرار، وأُصيب الآلاف من أبطالنا الثوار، فى أثناء المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة، حتى وصلنا إلى عيد الميلاد الثانى لثورتنا النبيلة. وإن شاء الله ستمتلئ ميادين مصر وشوارعها يوم الجمعة 25 يناير 2013، بجماهير حاشدة، تواصل التعبير عن ثورتها السلمية، وتصر على مواصلة النضال حتى تحقيق جميع أهداف ثورتنا العظيمة.