لم تخرج جوائز «الجولدن جلوب» عن أغلب التوقعات السابقة للحفل، الحفل نفسه كان بسيطًا، وقدمته كل من تينا فاى وإمى بوهلر، بأداء تقليدى أقرب إلى الاستاند أب كوميدى، ورغم ذلك جاءت الدورة رقم 70 ببعض المفاجآت، ربما أكثر لحظات الحفل إثارة حينما ظهر الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، على خشبة المسرح دون إعلان مسبق، ليقدم فيلم المخرج ستيفن سبيلبرج «لينكولن» Lincoln، الذى كان مرشحًا لسبع جوائز، وهو أكبر عدد ترشيحات لفيلم واحد فى هذه الدورة، أشاد كلينتون بالفيلم وبمخرجه ستيفن سبيلبرج، وتحدَّث عن الشخصية الملهمة للفيلم، وهى الرئيس الأمريكى إبراهام لينكولن أحد أبرز رؤساء الولاياتالمتحدة، وقد حظى الظهور المفاجئ لكلينتون بحفاوة نجوم هوليوود الذين وقفوا وصفقوا له بحرارة، ورغم دعم كلينتون لم يفز «لينكولن» بجائزة أفضل فيلم. السياسة بصورة عامة حظيت بكثير من الجوائز والحفاوة والاهتمام فى هذه الدورة، فبالإضافة إلى حصول دانيال دى لويس على جائزة أفضل ممثل عن تجسيده شخصية الرئيس الأمريكى لينكولن فى الدراما التاريخية الملحمية التى صنعها ستيفن سبيلبرج، وهى الجائزة الوحيدة التى حصل عليها الفيلم، حصل فيلم «أرجو» Argo على جائزة أفضل فيلم درامى، وحصل بن أفليك على جائزة أفضل مخرج عن نفس الفيلم، الفيلم دراما سياسية عن عملية للمخابرات الأمريكية لإخراج ستة دبلوماسيين أمريكيين خارج طهران بعد اقتحام متظاهرين إيرانيين السفارة الأمريكية فى نهاية السبعينيات، أما جائزة التمثيل لفئة الممثلات، فقد حصلت عليها الممثلة جيسيكا شاستين عن دورها فى فيلم Zero Dark Thirty، وهو الدور الذى جسَّدت فيه شخصية عميلة مخابرات أمريكية ظلت سنوات تجمع المعلومات عن مكان وجود بن لادن، وتمكَّنت فى النهاية من تحديد مكانه فى باكستان، حيث تم قتله بواسطة فريق أمريكى للعمليات الخاصة، ويلاحظ أن جميع الأفلام السابقة مأخوذة عن قصص وشخصيات حقيقية، وتناولت موضوعات مثيرة للجدل. لم يتمكَّن فيلم الويسترن «تحرير ديجانو» Django Unchained للمخرج تارانتينو، من تحقيق جائزة أفضل فيلم أو أفضل مخرج، لكنه لم يخرج خالى الوفاض، فقد حصل تارانتينو على جائزة أفضل سيناريو، وحصل الممثل كريستوف والز على جائزة أفضل ممثل مساعد. أما فئة الفيلم الكوميدى أو الموسيقى، فقد ابتعدت الأفلام الفائزة بجوائزها عن عالم المخابرات، إذ حصل الفيلم الموسيقى «البؤساء» Les Misérables المأخوذ عن رواية الأديب الفرنسى فيكتور هوجو، على جائزة أفضل فيلم، وحصل بطل الفيلم هيو جاكمان على جائزة أفضل ممثل، وذهبت جائزة أفضل ممثلة مساعدة إلى بطلة نفس الفيلم آن هاثاواى، أما جائزة أفضل ممثلة عن فئة الفيلم الكوميدى أو الموسيقى فقد ذهبت إلى جينفر لورانس عن دورها فى الفيلم الكوميدى Silver Linings Playbook للمخرج ديفيد أو راسل. أما جائزة أفضل فيلم أجنبى فقد ذهبت كالمتوقع إلى فيلم «حب» Amour للمخرج النمساوى مايكل هانكه، وسلَّمها له الممثل النمساوى الأصل أرنولد شوارزنجر. جائزة الفيلم الأنيميشن حصل عليها فيلم Brave، بينما حصل فيلم المخرج أنج لى Life of Pi على جائزة الموسيقى التصويرية، وحصلت المطربة الإنجليزية أديل على جائزة أفضل أغنية بعنوان «Sky fall» من فيلم جيمس بوند الأخير الذى حمل نفس الاسم. تجمع جوائز «الجولدن جلوب» التى تقدمها جمعية الصحافة الأجنبية بهوليوود بين السينما والتليفزيون، ويمكن القول إن مسلسلات التليفزيون تنافس بقوة الفيلم السينمائى فى هوليوود، بل أصبحت شعبية المسلسل والفيلم التليفزيونى عوامل جذب نجوم السينما، ولم يعد قبول نجوم السينما بطولات تليفزيونية من قبيل التنازل أو البحث عن فرصة للتمثيل فقط، بل لأن التليفزيون يقدم أعمالًا مميزة أيضًا، ويكفى أن نرى نجومًا أمثال كيفين كوستنر وجوليان مور ونيكول كيدمان وكليف أوين وغيرهم مرشحون لجوائز عن أعمال تليفزيونية، وقد فاز كيفن كوستنر بجائزة أفضل ممثل عن دوره فى المسلسل القصير «Hatfields & McCoys»، بينما فاز الفيلم التليفزيونى Game Change عن حملة جون ماكين وسارة بالين، بجائزة أفضل عمل معد للتليفزيون، بالإضافة إلى جائزتَى أفضل ممثل وممثلة لجوليان مور واد هاريس، وللعام الثانى على التوالى يفوز مسلسل «أرض الوطن» Home land بجائزة أفضل مسلسل درامى، يفوز بطله داميان لويس لأول مرة بجائزة أفضل ممثل بعد أن رشح للجائزة العام الماضى ولم يحصل عليها، فى حين تحصل كلير دانس على جائزة أفضل ممثلة للمرة الثانية عن الجزء الجديد من نفس المسلسل. وحصلت الممثلة جودى فوستر على جائزة سيسيل بى ديميل على مسيرتها الفنية.