القضاء المصرى العظيم أرسل رسالة اطمئنان قوية إلى كل مواطن مصرى مستعد للشهادة لإنقاذ وطنه من العصابات الظلامية التى خرجت من الجحور جائعة.. القضاء المصرى حمل أول راية، راية الحق والعدل، وانطلق بها يسبقنا إلى «الاتحادية» وإلى ميادين مصر يوم 25 القادم.. الرسالة المفرحة المشجعة هى قرار من محكمة القضاء الإدارى يلزم وزارتى الاستثمار والإعلام بإعادة بث قناتى «دريم» الفضائيتين من استوديوهاتها بمدينة دريم لاند.. وقضت بوقف تنفيذ القرار الصادر بمنع بثهما من خارج استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى.. وأمرت بوقف بث قناة «الحافظ» شهرا.. ورفضت وقف بث برنامج باسم يوسف وسحب تراخيص وإغلاق قناة «سى بى سى».. هذا الحكم أثبت وأعلن كذب وزير الإعلام ولا أدرى بأى وجه سيستمر وزيرا!! وأعلن أن القضاء فى صف الإعلام الحر الذى ينير الطريق لشعب خائف مذعور، لأنه جاهل حتى لو كان بيفك الخط.. فهو لا يقرأ إلا ما تقدمه له مناهج التعليم من مختارات تطمس قدرته على التحليل والمقارنة، وتقتل قدراته الإبداعية وخياله وتمرده الفطرى على الظلم الإنسانى بدلا من أن تستفزهم.. مناهج تحوله إلى آلة غبية بلا روح ولا تفرُّد ولا طموح فردى، ولا رغبة فى التميز، بل تؤصّل فيه الرعب من الخروج عن خط سير القطيع.. بعدها تتسلمه قنوات تليفزيونية تطمس ملامحه الإنسانية ليتحول إلى حيوان عجيب له عقل حمار وبطن فيل وغريزة كلب.. وقنوات تتاجر باسم الدين وتربح مالا ونعيما لنفسها.. قنوات تحرّم الحياة على المرأة التى تصرف على نصف رجال مصر، تعلّمه أن يأخذ فلوسها ويضربها ويغلّفها فى نقاب أسود ليدخل الجنة ورأسه مرفوعا، تجبره على تعطيل العمل فى مواعيد الصلاة مع أن العمل عبادة مستمرة.. يا ريتهم بيفسروا صحيح الدين الذى هو رحمة وحق وعدل.. لكنها قنوات أغلبها منابر توجيه وشحن وإعداد جيوش من الغنم لساعة النداء.. وهى الساعة التى لن ينالوها بإذن الله، كما نالوها فى إيران وبعدها فى سوريا وتونس.. من أين أستمد ثقتى؟ من إيمانى بالله وثقتى بكلمته «مبارك شعبى مصر». ومن هذه الأحكام القضائية الأخيرة التى أدانت وفضحت وساندت الحق.. القضاء أعلن أنه معنا كلنا شعبا مستنيرا وصحفيين وإعلاميين أحرارا فى حملة إضاءة المشاعل.. القوى الظلامية تسرع فى سباق محموم لتكميم أفواهنا، وتغيير مناهج وأساليب التعليم والنظام اليومى للحياة فى المدرسة لقمع عقول أطفالنا وإرهابهم، فمن ينشقّ عن طابور الصلاة كافر مصيره جهنم، ومن لا يحفظ قصائد المدح فى الحكومة راسب ومنبوذ! هذا ما حدث فى إيران تماما وبنفس التفاصيل قبل الإطاحة بالشاه فى أواخر القرن الماضى، لأنه نهض بإيران واستعاد بترولها وحضارتها ونمى اقتصادها.. اقرؤوا التاريخ واربطوا الأحداث وابحثوا عن المستفيد تكتشفوا الحقائق وتتجنبوا نفس المصير، والأهم تكتسبوا شجاعة فى المقاومة، وقوة للدفاع عن الوطن ضد عصابات مأجورة تنفذ مخططات مفضوحة لنهب خيرات دول متخلفة أسرع سلاح نافذ يقتلها هو الدين.. لأننا شعوب طيبة لا تريد أكثر من أن تأكل فولا أو برسيما، وتشرب أى مياه وتنام تحت أى سقف.. اقرؤوا ما يحدث فى تونس وسوريا يوميا تجدوا نفس تفاصيل السيناريو.. اجعلوا الأرقام والنتائج هى الفيصل فى أحكامكم.. والأهم هو أن «لا تخافوا».. لا تخافوا من اللصوص.. ولا تسمحوا أن تضيع مصر لمصلحة أمريكا وإسرائيل.. المخطط واضح والنتائج أوضح.. قسَّموا السودان وخربوا العراق وليبيا وتونس، ويحاولون تدمير سوريا التى تقاوم ببسالة، يستخدمون الفلسطينيين كمرتزقة ورجال حرب محترفين. السيد المسيح قال لتلاميذه «لا تخافوا ممن يقتلون الجسد، أما النفس فلا سلطان لهم عليها».. فالله الذى نؤمن به جميعا هو الذى سيحاسبنا على أعمالنا.. وأعمالنا ستحدد مصيرنا فى الآخرة.. إما الجنة وإما عذاب النار لمن أفسد الحياة بإشاعة الكراهية، وأشعل الحروب، وحرق ودمَّر وروَّع الآمنين. مَن يدفع إنسانا إلى قتل وسرقة واضطهاد المختلف عن عقيدته فهو قاتل.. مَن يكمم الأفواه مجرم.. مَن يجلس على كرسى سلطة أكبر من إمكانياته العقلية والوطنية كافر، والجبان مجرم.. أكرر بثقة «لا تخافوا».. الله إله حق وعادل ومنتقم جبار، ولن يسمح لعصابة بتدمير مخلوقاته والحياة الرائعة التى وهبها مجانا للبشر.. والله يتدخل دائما فى الوقت المناسب ليساند ضعفنا بقوته غير المحدودة.. وبطرق معجزية تفوق حدود تخيلنا وتوقعاتنا.. أما التهديد بقتل المتظاهرين فأهلا بالشهادة.. تاريخنا عبارة عن استشهاد فى سبيل الحياة فى ملكوت الله، وليس حياة العالم الفانية.. ولعلمكم إحنا كده شهداء وإحنا أحياء وسنكافأ بفضلكم.. وسنستشهد لكن مش فى سبيل أن يحيا اللصوص.. ومش هنعيش جبناء ومرعوبين من عصابات مركبة دقون.. خليكم انتم مرعوبين من الإعلام، حاربونا، وسننتصر لأننا نثق بوعد الله «لا تخافوا أنا معكم». آمين.