د.عماد جاد تتعرض جبهة الإنقاذ الوطنى لحملة شرسة من جانب وسائل الإعلام التابعة لتيار الإسلام السياسى وكتائب الإخوان الإلكترونية التى وسَّعَت من نشاطها ليتجاوز السب والقذف على المواقع إلى مداخلات مُبرمَجة فى الفضائيات ومحطات الراديو. تتنوع الحملة فى التعريض بجبهة الإنقاذ ما بين الهجوم على الجبهة باعتبارها فكرة أمريكية صهيونية تستهدف إسقاط الرئيس المنتخَب ديمقراطيًّا، والإساءة لقيادات الجبهة على المستوى الشخصى، وأيضا بث أخبار كاذبة عما يجرى داخل الجبهة من تفاعلات. والملاحَظ أن أنصار تيار الإسلام السياسى سواء من المنتمين إلى التيار مباشرة أو الذين كانوا يعملون حتى وقت قريب داخل أحزاب أخرى واضطُرُّوا إلى الكشف عن انتمائهم الحقيقى وحقيقة أنهم كانوا فى مهمة عمل كخلايا إخوانية نائمة فى عدد من الأحزاب المدنية وحان وقت تنشيطها للقيام بالمهمة المقدسة، وهى تفجير هذه الأحزاب من الداخل أو تبنِّى رؤى تيار الإسلام السياسى، مثل عبد الرحمن عز ومحمد العمدة، فكل منهما على سبيل المثال قام بدوره على أكمل وجه، وفى اللحظة المناسبة نشط وأعلن عن انتمائه الحقيقى، الأول قاد توجيه عمليات قنص الثوار أمام قصر الاتحادية، والثانى لا همَّ له سوى سبّ جبهة الإنقاذ ورموزها بلغة يعاقب عليها القانون، حيث كال الاتهامات للجبهة باعتبارها أداة أمريكية أوروبية صهيونية تستهدف إسقاط المشروع الإسلامى! هذا بينما يعلم السيد العمدة أن مرسى هو مبارك الجديد من زاوية لعب دور الحليف الاستراتيجى للولايات المتحدة، وهو متبادل التهانى بلغة حميمية مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، هذا إضافة إلى لعب دور مبارك فى رعاية مفاوضات استعادة التهدئة بين حماس وإسرائيل. نظام الدكتور مرسى حاليا يحظى بدعم ورعاية الإدارة الأمريكية، أما إسرائيل فقد فوجئت بواقعية مرسى ورفاقه عبر الحفاظ على معادلة مبارك فى الوصول إلى قلب واشنطن عبر تل أبيب. أما جبهة الإنقاذ فقد كانت حريصة من بداية نشاطها على الاحتفاظ باستقلاليتها بعيدا عن أية مؤثرات خارجية، بل إن طلب المرشح الرئاسى الأمريكى السابق جون ماكين لقاء جبهة الإنقاذ أثار جدلا شديدا داخل الجبهة ما بين رافض تماما لمثل هذا اللقاء مؤكدا أن واشنطن حليف أساسى لجماعة الإخوان وهى التى تتولى دعمهم ومساندتهم، فى المقابل هناك من رأى تلبية طلب ماكين على أساس أنه سوف يلتقى الرئيس مرسى والمرشد العام للجماعة وأيضا حزب الحرية والعدالة، ومن ثم فإن اللقاء معه هو جزء من لقاءات سوف يعقدها مع الأحزاب والقوى السياسية فى مصر. أما اتهام جبهة الإنقاذ بأنها تنفذ مشروعا صهيونيا فهو اتهام يثير السخرية، فجبهة الإنقاذ لا اتصالات لها لا بإسرائيل ولا بغيرها من القوى الإقليمية، أما مَن هو على اتصال بإسرائيل فهو مرسى ورفاقه فى حزب الحرية والعدالة، فمرسى قام برعاية مفاوضات استعادة التهدئة بين حماس وإسرائيل، ونائب رئيس حزبه عصام العريان دعا اليهود المصريين للعودة إلى مصر وهو يعلم أنه لم يعد هناك كثير من اليهود المصريين، وأن دعوته موجهة إلى يهود يحملون الجنسية الإسرائيلية خدموا ويخدمون وسوف يخدمون فى الجيش الإسرائيلى بموجب نظام الاحتياط المتبَع هناك. نعلم أن الجبهة تمثل حاليا البديل المدنى لتيار الإسلام السياسى وأن الجبهة نجحت فى لمّ شمل القوى المدنية المختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وبدأت تستعد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقائمة انتخابية واحدة وأكثر من قائمة فى دوائر محددة لاعتبارات كثيرة، لكل ذلك نتوقع تزايُد حدة حملة تيار الإسلام السياسى على جبهة الإنقاذ كفكرة وحركة وعلى رموزها، واستخدام عدد من عناصر خلاياها النائمة فى محاولة تفجير الجبهة من الداخل واستخدام القنوات الدينية فى سبّ وتكفير رموز الجبهة، وهو أمر ينبغى تفهُّمه وتجاوُزه فى نفس الوقت، باعتباره يعكس أزمة هذا التيار ومخاوفه من منافسة حقيقية فى الانتخابات القادمة