فشل ذريع وخيبة قوية وخراب مستعجل.. هذا هو العنوان المختصر المفيد لحكم الإخوان وتوابعهم. طبعا هناك فى تفاصيل الخيبة والفشل تلال مصائب وكوارث وجرائم، لا أول لها ولا آخر، بما يجعل مساحة هذه الزاوية وربما مساحة الصحيفة كلها تضيق عن رصِّها وجمعها فى قائمة واحدة، ومع ذلك فإن دواعى الصدق والاستقامة (نوعان من الفضائل لا يفهمهما «الإخوان» ولم يسمعوا بهما قط) يفرضان الاعتراف بآيةٍ معجزة من آيات العبقرية، تراها حضرتك متعينة متجسدة فى تلك القدرة الخرافية على مراكمة كل هذه البلاوى التاريخية فى أسابيع وشهور معدودات. وفى تفاصيل مشهد الخرابة الوطنية الهائلة التى تجلس الست «جماعة الشر» حاليا على تلِّها لا يملك المرء إلا أن يندهش (وقد يفقد عقله) عندما يتأمل فى فيض جهالات وغباوات تبدو وكأن من يجترحها قرر أن ينافس نفسه بنفسه فى التهور والسفه وقلة العقل (دعك من قلة الضمير).. يعنى مثلا، لو صحتك جيدة، تعالَ حضرتك وانظر معى بشىء من التمعن فى أحدث منتجات العربدة واللعب واللغوصة اليومية فى شؤون البلد ومفاصل دولة المصريين، وما أقصده هو ذلك التعديل الوزارى الذى أدخلته الست وفضيلة «ذراعها» الرئاسية أول من أمس، على حكومتيهما البائسة التعبانة أصلا، ما زادها بؤسا على بؤس وغلبا ووهنًا على وَهن، وستلاحظ بسهولة حضرتك، الآتى: أولا: رغم الأوضاع المزرية التى آل إليها حال الدولة والمجتمع (بسرعة البرق) تحت حكم الست المذكورة أعلاه، فقد غاصت حضرتها وهبطت أكثر وأكثر فى مستنقع منهج استوزار السادة كبار صغار المجاهيل الذين أغلبهم لم يتشرف واحد يوحد ربنا فى هذه الدنيا الواسعة بمعرفتهم ولا سمع باسم مخلوق منهم فى أى مناسبة سواء كانت مهنية أو سياسية، فهؤلاء من جنس بشرى يتميز عادة ببراءة مطلقة ونظافة تامة، ليس من السياسة فحسب، وإنما أيضا من أغلب خبرات الحياة، ولولا أن «الجماعة» تعطفت عليهم وانتشلتهم من عوالم المجهول وأقعدتهم بالعافية على كراسى الوزارة لكان الواحد منهم عاش بقية عمره متمتعا بالظلام الذى تعودت عليه عيونه الكحيلة، ولظل جاره فى العمارة كلما قابله صدفة عند باب الأسانسير، يخاطبه باعتباره «سيد بيه» مع أنه «الدكتور محسن».. كما سيكتشف هذا الجار الطيب أكيد وهو يقرأ فى الصحف السيارة خبر تعيين هذا الذى كان يظنه «سيدا»، وزيرا مبجلا فى حكومة «الإخوان». ثانيا: لكن بعض المستوزرين الجدد والحق يقال وإن كانوا فقراء من الشهرة والسيط الكبير إلا أنهم ليسوا مجهولين بالمرة، فمنهم المعروف بأنه من سكان كهوف الجماعة وقد استدعته جنابها وحشرته عمدا فى الوزارة، لكى يساعد «إخوانه» فى إكمال مهمة الدفع بالبلد لأقرب داهية سوداء مسيَّحة ومنيلة بستين نيلة (تسأل: هل يوجد أسود من كده؟ نعم، واصبر لترى) بيد أن من هؤلاء وزيرا على الأقل مشهور بين عدد معقول من خلق الله بأنه رجل «بطاطا» وطيب قوى جدا خالص، ومن ثم فإن إمساكه بالحقيبة الوزارية الخطيرة التى سلمته إياها ستنا الغولة بالليل والدنيا ضلمة، سوف يوفر فرصة رائعة وثمينة للسادة المبجلين القاعدين فى مغارة المقطم المعتمة لممارسة هواية اللعب والعبث ومد أياديهم المتوضئة فى «الأجهزة» الكهربائية الأمريكانى، من دون أن يتكهربوا.. أو هكذا يظنون!!