قررت أن أكتب عمّن كرهتهم سنة 2012، حتى أودعها بما يليق بها من سواد. أول اسم يتصدر مساحة الكراهية التى أضيفت إلى مشاعرى سنة 2012، هو اسم الدكتور محمد البلتاجى، أليس غريبا؟! أنا مثلا لا أكره الدكتور محمد مرسى وإن كنت لا أطيق سماع صوته. ولا أكره المهندس خيرت الشاطر وإن كنت أعتقد أنه سبب أول وأخير لكل ما أرفضه من مواقف وقرارات تدمر كل أحلام ثورة يناير، وتكسر قلب من حلم بها، كما أننى على استعداد لأن أفعل أى شىء يساعد على خروجه من موقع صنع القرار. وعندما أردد خلف الشباب فى المظاهرات «يسقط يسقط حكم المرشد»، تكون صورة الشاطر هى التى تملأ مخيلتى. أما المرشد فلا أذكر شكله أصلا، وربما لو قابلته وجها لوجه لن أتعرف عليه. أما لماذا البلتاجى؟ فلأننى كنت أثق أنه مختلف فعلا كما كان يقدم نفسه، كنت أصدق أنه مثقف وأنه مستنير وأن لديه القدرة على احترام وتقبل التحاور مع كل من يختلف مع الإخوان عقائديا وسياسيا، وأن يصل بالحوار إلى نقاط تلاقى. من أين جاءتنى هذه الأفكار وكيف استقرت فى وجدانى؟ لا أذكر. غالبا لا أحد يستطيع تتبع تسلسل اقتناعه بفكرةٍ ما حتى يتصور أنها بديهية. لكن المنطقى أننى رأيت منه وسمعت ما جعلنى أصل يوما ما إلى حد الصراخ والبكاء عندما طالته اتهامات لها علاقة بدوره ودور الإخوان فى موقعة الجمل. كان البلتاجى بالنسبة إلىِّ أحد أبطال الدفاع عن الميدان يوم «الجمل». أليس مؤلما إلى حد الكراهية أن أسمعه، فى أثناء أحداث «الاتحادية»، يحرِّض على من كانوا معه كتفا بكتف فى الميدان، بل كانوا يسبقونه ويتقدمون إخوانه. هذا لا يعنى إطلاقا أن تصريحات البلتاجى بخصوص «الاتحادية» كانت هى أول ما فعله يستحق الكراهية، بل فقط أنا التى كنت أحاول أن لا أرى الوجه الآخر الذى انكشف بعد انتخابات الرئاسة، وكنت أنجح، حتى لطمتنى جملتا «ساعة الصفر» و«60% أقباط» وغيرهما. كرهت الرجل وتصريحاته والغل والعصبية المحيطة بشكله، حتى إننى لا أستطيع أن أكتبها. وفى اللحظة التى وصلت فيها إلى هذه الدرجة من الكراهية، كرهت أيضا غبائى، لأننى قلت يومًا ما لواحد من زملائى يعرف الإخوان المسلمين تاريخا وأشخاصا عن قرب، قلت له إذا وضعتنا أيادى المجلس العسكرى الملوثة بدمائنا فى أسوأ اختيار بين الفلول والإخوان فعلى الأقل الإخوان يعرفون أن الثوار ثوار حقيقيون، وأن المعارضين مهما اختلفوا معهم شرفاء ووطنيون، أما فلول مبارك والعادلى فيعتقدون ويصدقون أن الثوار مأجورون وترامادول وعلاقات جنسية كاملة و.... كل ما نعرفه. بالطبع الدكتور البلتاجى يعرف من هم الثوار الحقيقيون، ورغم ذلك وافق على حملات تشويههم، بدءا من (بانديتا) حتى تولى القيادة بنفسه وبصوته وبكلماته. بنفس المنطق أكره شبكة «رصد» و«قناة الجزيرة» والمهندس أبو العلا ماضى والمستشار محمود مكى (وهذا له وجع خاص يليق بتاريخه)!