بعنوان «مدون مصري يلقي خطابا في القدس ...المصريون يريدون سلاما» قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير لها الأحد إن مايكل نبيل سند تلقى انتقادا شديدا في مصر بسبب علاقته المعتدلة مع تل أبيب، ورفضه الخدمة العسكرية ومعارضته الصريحة لنظام مبارك بل ونظام الإخوان المسلمين، لافتة إلى أنه أمس الأحد تم استضافة سند في الجامعة العبرية وأراد أن ينقل رسالة مفادها «مجتمع السلام قائم في مصر». ووصفت الصحيفة العبرية المحاضرة التي ألقاها سند بأنها محاضرة استثنائية، مشيرة إلى أن المحاضرة تمت مقاطعتها على يد عدد من الناشطات المؤيدات للفلسطينيين واللاتي قمن باقتحام المكان، هاتفين «هذه فلسطين» و«عليك أن تخجل». وقالت يديعوت أحرونوت إن المدون نبيل سند اعتاد أن يعبر عن أفكار معتدلة بشكل استثنائي فيما يتعلق بإسرائيل وتلقى بسبب ذلك انتقادا لاذعا في مصر، مضيفة أن الحديث يدور من جانب عن ناشط اجتماعي كان أحد قيادات الثورة التي أسقطت حسني مبارك العام الماضي، ومن ناحية أخر هو معروف في بلاده كأول شخص يرفض الخدمة العسكرية لأسباب تتعلق بالضمير واتجاهه السلمي، لقد قضي في السجن أياما لم تقل عن 302 يوم بسبب انتقاده للجيش المصري، عندما سيطر المجلس العسكري على الدولة، قبل صعود الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي للحكم. وأضافت أن زيارة سند، الذي شارك صباح أمس في حدث تم إعداده على شرف وصوله مركز هاري ترومان بالجامعة العبرية، تم تنظيمه على يد منظمة «يو إن وواتش» لحقوق الإنسان التي يوجد مقرها بجنيف، وخلال ذلك حكى سند عن تجربته في السجن المصري، كما تحدث عن تاريخ المنطقة بشكل عام وعلى علاقات القاهرة وتل أبيب بشكل خاص. ولفتت إلى أنه في مؤتمر صحفي أجري قبل محاضرته قال المدون المصري الذي يعيش اليوم في برلين ومن هناك وصل لإسرائيل "أكثر من عامين أحاول الوصول لإسرائيل، لكن لم يسمحوا لي بعمل هذا ولم يمنحوني تأشيرة دخول،وسألوني هل لديك إذن من المخابرات العسكرية المصرية حينئذ قلت لهم لا، ورفضوا، لم يسمح لي بزيارة سفارة تل أبيب بالقاهرة أو سفارة إسرائيل ببرلين، حيثما أدرس، عندما نريد أنا وأصدقائي المجئ لتل أبيب نحن ملزمون بالحصول على تصريح من الديكتاتورية المصرية التي تعرفها تل أبيب، إسرائيل تنظر للمصريين كتهديد على الرغم من أنهم نشطاء سلام" وأوضح سند –وفقما نقلت عنه يديعوت- زيارتي لها هدفان؛ جئت باديء ذي بدء كي أقول إن مجتمع السلام في مصر قائم، حتى لو حاول الإعلام إظهار أن الأمر ليس كذلك، نحن ضد الحرب ومع السلام مع كل دولة، بما فيها تل أبيب، الديكتاتورية المصرية تحاول إخفاءنا وإظهار أنه لا يوجد أشخاص هكذا، نحن موجودون في إيران والسعودية والمغرب وموريتانيا، والإعلام لا يقوم بتغطية نشاطاتنا، الهدف الثاني لي هو إظهار كيف أن الأوضاع في مصر إسرائيل وفلسطين مرتبطة ببعضها البعض، أنا وأصدقائي ندرك أننا لن نحقق الديمقراطية بدون سلام وأن السلام غير ممكن بدون ديمقراطية. وأضاف أنه طالما يستخدم الطغاة الشئون الأمنية، لاستلاب حرياتنا وحقوقنا لن تكون لدينا ديمقراطية، لافتا إلى أنه "يريد أن يفتح الباب لأشخاص مثله سيعبرون الحدود ويحاولون عمل تغيير. وأضاف نبيل الإخوان المسلمون يحاولون فرض الديكتاتورية في البلاد، ومرسي لم ينتخب بشكل ديمقراطي، الحديث يدور عن نظام حكم فاشي أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين في الأسابيع الأخيرة، لكن أنا متفائل وأؤمن أن هذا الأمر سيتجه إلى اتجاه جيد، الإخوان أصبحوا أقل شعبية، غالبية المواطنين الذي صوتوا للأحزاب الدينية في الانتخابات أدركوا خطأهم. وقال سند إنه على الرغم من دعم إسرائيل لمبارك، فإن الأخير نفسه قام بتمويل دعايا ضد تل أبيب طوال سنوات، فالتلاميذ تعلموا في المدرسة أن تل أبيب ليس لها الحق في الوجود، وفي الإعلام كان هناك دعايا مضادة لإسرائيل، أنا أثق أن غالبية المصريين لا يريدون محاربة تل أبيب أو محوها من على الخريطة، ما لديهم هو التزام أخلاقي تجاه الفلسطينيين ونضالهم غير العنيف، حقيقة أنهم يعارضون الاحتلال الإسرائيلي ويؤيدون دولة فلسطينية ليس معناها أنهم يعارضون وجود إسرائيل. واختتم المدون المصري قائلا إنه إذا كانت تل أبيب اتخذت طريقا مختلفا تجاه الثورات العربية، لكان هذا إنجازا كبيرا تجاه الشرق الأوسط، لكن تل أبيب اختارت الطغاة في محاولة لإبقاء أصدقائها بالحكم.