تعرى الحرب الإسرائيلية على غزة رئيسنا محمد مرسى أكثر مما هو عليه من تعرٍ من أحداث بالداخل، وتؤكد -لى على الأقل- أن الأيام كلما مرت زادت من تأكيد فشل الرئيس فى التعامل مع الملفات السياسية الأهم فى المنطقة، بل الأهم بالنسبة إلى الأمن القومى المصرى، مواصلا وبنجاح ساحق فشله فى التعامل مع الأزمات اليومية للمواطن المصرى. الرئيس مرسى وعلى مدار أكثر من ثلاثة أشهر لم يستطع أن يؤمن سيناء من هجمات الجهاديين واعتداءاتهم المتكررة على «هيبة الدولة التى صدعنا بالحديث عنها» ممثلة فى قوات الجيش والداخلية فى العريش ورفح وغيرها من مناطق سيناء، بل هو شخصيا لم يستطع حتى الآن أن يزور سيناء بشكل فعلى، خوفًا من الجماعات الجهادية، ولم يكن للرئاسة أى رد فعل تجاه استشهاد كثير من المصريين سوى قول مرسى الأثير لكل أم وأب شهيد: «دماء أبنائكم فى رقبتى»؟ وهنا نسأل الرئيس كم شخصا دمه أصبح فى رقبتك؟ وهل رقبتك «هتشيل» كتير كده؟ وهل هذه هى الجمهورية الثالثة التى تقول إنها بدأت مع تسلمك السلطة؟ وأين الإخوان اللى بالملايين كانوا على القدس رايحين؟ ومتى سنجد الرئاسة المصرية مؤسسة قوية قادرة على التعامل مع الأحداث الجارية فى المنطقة بمنطق الفاعل لا المتفرج المستنكر «اللى آخره يطلع بيان»؟ هل كثير على الشعب المصرى أن تأخذ قرارًا جادًا فى أى مشكلة تعرض عليك؟ للأسف ما زال مرسى حبيس درج جماعة الإخوان ولم يصله حتى الآن كيف يتصرف وماذا يفعل؟ ويكون الرئيس خاطئا لو اعتقد أنه سيعيش أربع سنوات يكذب علينا ويقول ما لا يفعل لنجده أمام المواقف الحقيقية والتى تستحق منه تصرفًا سريعًا ساكتا مكتفيا ببيان استنكارى، وكأننا نطالبه بتحقيق خطة المئة يوم. الحرب تؤكد أننا للأسف مضطرون للمقارنة بين مرسى ومبارك كثيرًا.. ولا تقل لى ما الحل؟ لأننى سأقولك: اسأل الرئيس وإن وجدته يعرف فلتخبرنى سريعا. افق يا سيد مرسى.. الحرب اليوم فى غزة وغدًا فى قصر الاتحادية.