كبير في الذهاب وفي الإياب.. هذا شأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كل دولة من دول الربيع العربي يزورها في الفترة الأخيرة. فبعد الاستقبال الحافل الذي قدمته القاهرة لرئيس الوزراء التركي، والاهتمام الكبير الذي أبدته الأحزاب الإسلامية وقوى تونسية عديدة بأردوغان، جاء الأمر مماثلاً في ليبيا.
حيث وصل أردوغان إلى العاصمة الليبية طرابلس ظهر أمس الجمعة، وكان في استقباله رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ونائبه محمود جبريل، وعدد من أعضاء المجلس.
جزء من الحفاوة التي قدمه حكام ليبيا الجدد لرئيس وزراء تركيا الذي ساند الثورة منذ بدايتها هو أن يصلوا جميعاً الجمعة في أحد المساجد التاريخية التي تعود إلى العهد العثماني.
وعقب الصلاة نظم له المجلس الوطني الانتقالي خطبة ألقاها في أحد الميادين العامة بالعاصمة طرابلس المحررة من قبضة العقيد المخلول معمر القذافي.
وكعادته أردوجان جذب انتباه عدد كبير من انتباه الجماهير المحتشدة لسماع خطبته، حيث بدأها بالتأكيد على أن «الليبيين أظهروا أمام العالم بأسره أنه ما من إرادة أو نظام يمكنها أن تقف أمام قوة الشعوب وإرادتها».
ثم استغل الخطبة ليوجه رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس السوري بشار الأسد ونظام حكمه قائلاً إنه «يجب على كل من يمارس القمع ضد الشعب السوري أن يدركوا إنهم لن يبقوا».
مضيفاً «لا تنسوا أبداً.. من يمارسوا القمع على الشعب في سوريا لن يمكنهم الوقوف أبداً على أقدامهم ولن يتمكنوا من الصمود كثيراً».
تلك الزيارة أيضاً بحسب مسؤولين ليبيين ستشهد اتفاق الطرفين على كيفية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين؛ في محاولة من رئيس الوزراء التركي أن يكون لبلده نصيباً من «الكعكة» الليبية، خاصة وأن السباق عليها اشتد بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.