«مستمرة في صناعاتها العسكرية رغم أي شئء»، هذا هو المبدأ الذي تسير طهران عليه الآن رغم عمليات الحشد التي تقوم بها تل أبيب للقيام بضربة عسكرية ضدها، أمس نجحت إيران في تطوير الصاروخ البالستي «فاتح-110»، وكانت مصادر رسمية إيرانية قد أعلنت مؤخرا عن نيتها تطوير الصاروخ. تل أبيب ترى في الصاروخ خطرا جديدا على ما تسميه أمنها؛ مفسرة ذلك بأن «فاتح-110» له مميزات عديدة، منها تمديد مدة صلاحية الذخيرة، وحمل رأس متفجر وزنه نصف طن، ودقة منظومة التوجيه به، مقارنة بصواريخ إيرانية من نفس النوع، ودقته في إصابة أهدافه على مسافة 300 كلم. الإصرار الإيراني يوازيه في الجانب الأخر ذعر إسرائيل، خاصة مع رفض قطاعات كبيرة بالأوساط السياسية والعسكرية والاجتماعية في إسرائيل عزم رئيس وزراء الأخيرة بنيامين نتنياهو على شن هجوم ضد طهران، وهو الذعر الذي يأتي خوفا من تبعات ذلك وقيام إيران بقصف صاروخي على تل أبيب، وربما لهذا السبب يقوم نتنياهو بخطوات متخبطة، للحصول على أي دعم لمهاجمة إيران حتى ولو لجأ إلى الزعماء الدينيين في إسرائيل الذين يسيطرون على قطاعات كبيرة من الإسرائيليين. بالأمس بعث نتنياهو مساعدا مقربا منه للزعيم الروحي لحزب «شاس» المتشدد الحاخام عوفاديا يوسف، من اجل الحصول على دعمه لهجوم ضد ايران، وفقا لما نقلته وسائل الإذاعة العبرية، لافتة إلى أن عوفديا الذي كان رافضا حتى الآن عملية عسكرية إلا بمشاركة واشنطن، أصبح منذ زيارة اميدرور اقل «تصميما» على معارضة هجوم اسرائيلي. إذن فنتنياهو يريد الحرب بدون مساعدة واشنطن، لكن بيتر بينارت –الكاتب بصحيفة الديلي تلجراف- تبنى وجهة نظر مخالفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة قد تدخل الحرب إذا ما استطاع رئيسها باراك أوباما جعل الأمر قضية رأي عام في بلاده، مضيفا في مقال تحليلي له بالصحيفة «إذا ركزت وسائل الإعلام الأمريكية على طرح تساؤلات على الجماهير وأفكارا عن خطورة امتلاك إيران للسلاح النووي ومدى التهديد الذي ستوجهه إلى واشنطن سيتم حشد الرأي العام الأمريكي».