شرف المهنة والإيمان بمبادئها والعمل بأخلاقها هو طريق النجاح الحقيقى. كانت هذه كلمات تعلمتها منذ صغرى من الأستاذ العظيم أنيس منصور الذى شدد على أن المغريات تلاحق أى شخص فى عمله، والناجح هو من يتفوق على نفسه ويرمى هذه المغريات خلف ظهره ويعمل بشرف المهنة. ولكن حاليا فى الإعلام الرياضى هناك نموذج غير مشرف يعمل فى أضواء المهنة ومن خلال إيجار نفسه لرجال الأعمال. ففى وقت أصبح فيه المشاهد الرياضى المصرى بين سندان الحقيقة ومطرقة المجاملات، اعتمد هذا المذيع المأجور على تلميع أصدقائه من رجال الأعمال ورؤساء الأندية على حساب الحقيقة، بل على حساب شرف مهنة الإعلام بصفة عامة، التى تقتضى بالبحث عن الحقيقة والبعد عن المجاملات والتطبيل. ولكننا نجد هذا المأجور يوما ينشر صورا للجماهير وهى تهتف لفلان، ويوما مداخلات للاعبين يتحدثون بنفاق عن علان، وهو ما عليه دور واحد فقط: والله يا جماعة ده شخص جميل وواجهة مشرفة، وشغله احترافى، وحول ناديه لمؤسسة زيها زى أى نادى فى أوروبا!! وهكذا دوما، المأجورون يزيفون الحقيقة، ويضربون بالمثل العليا عرض الحائط من أجل حفنة بسيطة من الأموال أو الهدايا العينية، وكله على حساب المشاهد ووقت البرنامج. وكله بيجامل وكله بينافق والمذيع المأجور بيستفيد. ألهذه الدرجة وصلت بنا المهنة إلى بيع الضمائر؟! ألهذه الدرجة باتت المجاملة أهم من الشرف والأمانة؟! ألهذه الدرجة باتت الحقيقة هى آخر مهام المهنة ومتطلباتها؟! وأنا من هنا أوجه السؤال لهذا المأجور سائلا إياه سؤالا واضحا، كيف ستحلل هذا المال عليك؟! وماذا سيكون موقفك إن انكشف القناع عنك وسقط؟! هل أيضا من تطبل له وتجامله سيقف معك فى محنتك؟! كلها أسئلة أعتقد أنها لم تدر فى خلده يوما، لأنه يعلم تماما أنه من حفنة المأجورين، بل من أبطال مسلسل حضرات السادة الكذابين!! وهنا أتذكر جملة رائعة لأحد حكماء الزمان وهو البحترى الذى قال: إن تحسن الظن فتخطئ، خير لك من أن تسىء الظن فتخطئ!! وأرد عليها موجها كلامى للمذيع المأجور، حاولت أفهم وآخد نية سليمة، بس للأسف ريحتك فاحت.