يا مشير يا مشير.. من النهارده انت الأمير»، «ألف تحية للمشير.. من ميدان التحرير». هتافات خرجت من حناجر الآلاف من السلفيين، وأعضاء الجماعات الإسلامية، ومناصرى تطبيق الشريعة وتحكيم القرآن، الذين شاركوا فى «مليونية الجمعة» الماضية، أول من أمس، وجهوها إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوى، ما اعتبرته تيارات ليبرالية وغير إسلامية، «غزلا صريحا» لقائد الجيش، وورقة ضغط على المجلس العسكرى، للتراجع عما أعلنه بخصوص إصدار «مبادئ حاكمة» ملزمة للجنة وضع الدستور، محذرين من خطورة استجابة «العسكرى» لمطالبات التيارات الإسلامية، على مستقبل مصر. «أوصلتنا أحداث أول من أمس (يقصد جمعة لم الشمل)، إلى نقطة يجب التوقف عندها، حيث تدور التساؤلات، إلى أين تمضى الثورة، وإلى أين تمضى مصر. وهل ما يجرى فى مصلحة الثورة، أو مصلحة مصر؟». تساؤلات عدة، يطرحها المرشح المحتمل للرئاسة عمرو موسى، عبر حسابه الشخصى على موقع «تويتر»، فى إشارة إلى «المليونية» الأخيرة، التى شهدت استعراضا كبيرا من قبل الإسلاميين لقوتهم. موسى، طالب المجلس العسكرى بضرورة تحقيق «جدول زمنى محدد»، بشأن الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ووضع الدستور «حتى ينقطع الشك باليقين»، على حد تعبيره، قبل أن يكتب بحسم «مصر دولة مدنية، ويجب أن تكون كذلك، تحترم جميع مواطنيها، بصرف النظر عن الدين، أو الجنس، أو اللون، أو الرأى. يحكمها دستور، يجب أن يضمن حقوق المواطنة للجميع». «الجماعات السلفية نزلت إلى التحرير، من أجل الضغط على المجلس العسكرى». الرأى لعبد الغفار شكر، القيادى فى حزب «التحالف الشعبى الاشتراكى»، تحت التأسيس، مبررا ذلك برغبة التيارات الإسلامية فى دفع المجلس إلى التراجع عن التزامه «بإصدار إعلان دستورى، ملزم للجنة وضع الدستور». لافتا إلى أن الإشكالية ستكمن فى «رضوخ المجلس لهذه الضغوط، من قبل التيارات الدينية، التى تحاول لى ذراع الحقيقة، ولا تعبر عن مصالح الشعب المصرى، وعن مجمل إرادة القوى السياسية المختلفة». واعتبر شكر، أن الإسلاميين اتخذوا «موقفا متطرفا، لعدم اشتغالهم سياسة من قبل. وعلى القوى المدنية أن تكون يقظة لهم». الخبير فى «مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية» الدكتور عماد جاد، حذر بدوره من قيام المجلس العسكرى بالرضوخ لمطالب الإسلاميين، منتقدا عدم التزام التيارات الإسلامية «بأى اتفاقات أو قرارات، واتباعهم الضغط والحشد، كوسيلة لتنفيذ مآربهم». عضو «ائتلاف شباب الثورة» مصطفى شوقى، يرى أن ما حدث يوم الجمعة «أكبر دليل على وجود صفقة معدة سلفا بين الطرفين»، لافتا إلى أن القوى الإسلامية «ألقت بنفسها فى أحضان المجلس العسكرى، وهتفت بالتهليل والتكبير له». لكنه يعود ليشير إلى أن الإسلاميين يلعبون «بكارت محروق، لأن العسكر عقدوا، فى أزمنة سابقة، صفقات عديدة مع التيارات الإسلامية، ونقضوها بعد وصولهم إلى السلطة.