كتب - هاني ياسين ومحمد البرمى "كتائب حلوان، مولوتوف، ولع، العقاب الثوري وغيرها"، حركات ظهرت بعد سقوط الإخوان في 30 يونيو، ونفذت العديد من العمليات ضد الجيش والشرطة والمدنيين، الأمر الذي اعتبره كثير المراقبين تطورًا كبيرًا لهذه الحركات المنبثقة عن جماعة الإخوان. قياديا الإخوان "محمود غزلان وعبد الرحمن البر" اعترفا في التحقيقات أنَّ محمد وهدان ومحمد كمال، القياديين في مكتب الإرشاد الجديد، هما المسؤولان بشكل مباشر عن تأسيس لجان العمليات النوعية لتنفيذ عمليات للجماعة، وهو ما يفسر ظهور حركات مثل مولوتوف وولع والعقاب الثوري وغيرها. في نفس السياق، خرجت حركة "العقاب الثوري"، لأول مرة، تتحدث بشكل علني في تاريخ الإخوان، وأصدرت مقطع فيديو على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا ب"داعش" يظهر إعدامها لأحد الشباب، زاعمةً أنَّه كان يندس بين المتظاهرين ويبلغ الشرطة بأماكن تحرك المسيرات وإعطاء معلومات عن أشخاص القت قوات الداخلية القبض عليهم. وعرضت الحركة، في فيديو لها، مقاطع تظهر اشتباكات بين الجيش والشرطة محملة بعض المندسين وسط الجماعة، على حد وصفها، مسؤولية الإيقاع بهم. وقالت الحركة، في بيانٍ لها، أنَّها توصلت لمعومات تؤكد تعاون شخص يدعى "وليد أحمد علي" مع بعض القيادات الأمنية بحلوان وقدم معلومات عن التظاهرات. وظهر الشخص في الفيديو متحدثًا عن تعاونه مع الأمن، مؤكدًا أنَّه أبلغ عن مسيرات الإخوان، وفي نهاية الفيديو ظهر الشخص وهو مربوط بحبال في صحراء ثم أطلق وابل من الرصاص تجاهه فسقط قتيلاً. وسبق أن أعلنت حركة العقاب الثوري مسؤوليتها من قبل عن عددٍ من العمليات منها تفجير عبوات بدائية الصنع وتفجير أبراج كهرباء وأبراج ضغط مدينة الإنتاج الإعلامي وتعد هذه المرة هي الأولى التي تبث فيها شريطًا لإعدام أحد المواطنين. من جانبه، قال الباحث السياسي هشام النجار، إنَّه في حال صحة هذا الفيديو فهو يعكس عدة متغيرات مهمة في أداء وسلوك تلك الخلايا المسلحة، أولها أنَّ معركتها صارت مفتوحة ومرشحة لفتح جبهات كثيرة وتوجيه سلاحها لأهداف متعددة من أبناء الشعب تحت دعاوى مختلفة وباتهامات تحددها هي وبإجراءات عقاب تنفذها هي، أي أنَّها تخلق من نفسها سلطة متكاملة ودولة داخل الدولة تقبض على الناس وتحاكمهم وتنفذ فيهم الإعدام. وأوضح النجار، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، أنَّ هذه الخلايا طوَّرت من أدائها، وضاعفت إمكانياتها سواءً على الأرض برصد المخالفين لها وخصومها والقبض عليهم وهذا يؤكد تشكيلهم لجهاز مخابرات ورصد خاص بهم، وكذلك مستوى الأداء الإعلامي التوثيقي الذي يظهر من خلال هذا الفيديو وغيره. وشدَّد على أنَّ هذه الخلايا تستدعي خبرات وأساليب التنظيمات التكفيرية المسلحة وخاصة تنظيم داعش، وصولاً لفتح جبهات المواجهة المسلحة على مصراعيها وإرهاب جميع خصومها بأنَّ كل من يخالفها عرضة للقتل. وأشار إلى نقطة هامة وهي أنَّ الذي أمر بإنشاء هذه اللجان هو محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان، عندما غيَّر استراتيجية الجماعة وشكَّل لجنة لإدارة الأزمة، ووقت ذلك كلَّف أسماءً مجهولة بإجراء مهام متنوعة في الداخل والخارج، أمَّا اليوم فالذي تغير فقط هو التعرف فقط على هذه الأسماء المجهولة أو بعضٍ منها التي ظهرت بسبب الانقسامات والصراعات على القيادة ومن خلال تلك الاعترافات. وقال صبرة القاسمي، منسِّق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفير، إنَّ فيديو إعدام أحد الشباب على يد حركة منبثقة من الإخوان تطور كبير ونهاية للأسطورة التي حاولوا الترويج لها "سلمية الجماعة"، موضِّحًا أنَّ هناك الكثير من الشباب في الجماعة يميل إلى أفكار داعش وإعدام شاب بتهمة التعامل مع الشرطة لم يحدث سوى من داعش سيناء في مصر. ولفت القاسمي إلى أنَّ غالبية الحركات التي انشقت عن الجماعة أمنت بأفكار داعش وتتلقى دعمًا كبيرًا منها، وتحاول محاكات تصرفاتها في إطار الحرب النفسية ضد الجيش والشرطة والمواطنين، وهي تسير على خطى داعش حتى وإن كانت ليست بنفس الشكل من الإجرام والتنفيذ. منسِّق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيري قال: "الفيديو محاولة من الحركة لتأكيد وجودها وأنَّها ستنفذ المزيد من العمليات وكفرها بأفكار الإخوان واعتناقها للأفكار التكفيرية كما أنَّ غالبية شباب الإخوان حدثت لهم عملية الدعشنة وتحول غالبيتهم للفكر التكفيري".