كل أعوانه تركوه وحيدا وهو ما زال على عناده، ذلك هو أفضل وصف لحال الرئيس السورى بشار الأسد، الذى يصر على استمرار قتله لشعبه وقمعه العنيف للمظاهرات السلمية. إيران أكبر الداعمين للنظام السورى على ما يبدو، بدأت تتخلى عن حليفها، حيث خرج الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد ليدعو بشار الأسد لوقف استخدام العنف فى قمع الاحتجاجات فى بلاده، التى وصل مجموع شهدائها حتى الآن إلى نحو 2200 شخص. كما قال فى مقابلة أجراها مع التليفزيون البرتغالى إن الحل العسكرى لن يكون حلا، مشيرا إلى أن الحرية والعدالة واحترام الآخر من حقوق كل الشعوب، وعلى جميع الحكومات بما فيها السورية أن تحترمها وأن تسعى لتسوية كل المشكلات بالحوار. ولكنه أشار كذلك إلى دول المنطقة التى يمكنها أن تساعد الحكومة والشعب فى سوريا لبدء الحوار وتسوية الخلافات وبدء الإصلاحات المطلوبة. محللون ومعلقون أشاروا إلى أن نجاد يقصد من طلبه الأخير المبادرة التى ينوى نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، تقديمها غداً خلال اللقاء الذى سيجمعه ببشار الأسد، والذى تم إرجاؤه بدلا من الأربعاء الماضى. تصريحات نجاد جاءت فى الوقت الذى استمر فيه الضغط الغربى على نظام الأسد، بعدما وجه وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه اتهامات للرئيس السورى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وحث روسيا -أحد أبرز الداعمين للنظام السورى- على الانضمام إلى مسعى الغرب فى عزل الأسد سياسيا واقتصاديا. المظاهرات المسائية باتت صداعا فى رأس القبضة الأمنية السورية، لذلك لجأت لقتل نحو 34 مدنيا فى مدن سورية متفرقة، أبرزها مدينة حمص التى شهدت هجوما عنيفا، بالإضافة لانتشار القناصة فى حى السباع. الجرحى والمصابون لم يسلموا من شر الأمن السورى، الذى أفاد ناشطون اقتحامهم مستشفى البر فى حمص واختطفوا كل المصابين ومرافقيهم والأطباء واقتادوهم إلى جهات مجهولة.