قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، صراحة في خطاب إلى القائد الإيراني الأعلى، آية الله خامنئي، في 2012، "إن أي محاولة لإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، سيقابلها قوة أمريكية، ومع هذا عندما اعترضت قوات الحرس الثوري الإيراني سفينة شحن تجارية أمريكية كانت في طريقها للعبور من خلال مضيق هرمز في أبريل الماضي، توقف المسؤولون الأمريكيون عن الانتقاد، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية. وأضافت الصحيفة أن كل ما قاموا به هو إدانة الإجراء دون مواجهة الجيش الإيراني خلال التسعة أيام التي احتجز فيها السفينة. وأوضح المسؤولون بالإدارة الأمريكية "أن استجابتهم كانت "حذرة" آنذاك، لكن فسَر المنتقدون في المنطقة ذلك كدليل على أن الإدارة تتهرب من الصراع مع طهران لتجنب تقويض المفاوضات النووية التي يأمل الأمريكيون أن ينتح عنها اتفاق نووي مهم بنهاية الشهر الجاري. وبحسب الصحيفة، تنكر الإدارة الأمريكية التعامل برفق مع إيران أو تخفيف دعمها للحلفاء، مستطردة أن القلق بين حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط "حقيقي"، وما يضعه من قيود على تحالفات أمريكية مهمة، من المحتمل أن يظل تحديًا أمام الإدارة إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي. وأشارت إلى أن الانتقادات من العرب والإسرائيليين والبعض في الولاياتالمتحدة ارتفعت خلال 22 شهرًا من المحادثات مع إيران والكتلة الدبلوماسية المكونة من الولاياتالمتحدة و5 قوى أساسية أخرى. ولفتت لوس أنجلوس تايمز إلى أنه ظهر عائق أمام الاتفاق أمس الأحد عندما صوت البرلمان الإيراني على منع المفتشين الدوليين من دخول قواعد عسكرية كجزء من الاتفاق النووي، موضحة أنه إذا تم التصديق على الإجراء من قبل إحدى هيئات المراقبة، سيتم تعقيد الصفقة لأن القوى الست تحتاج إلى الدخول إلى هذه القواعد للتحقق من أن إيران لا تسعى إلى بناء قنبلة. كثيرون في المنطقة يخشون أن أوباما يسعى ليس فقط إلى فوز سياسي خارجي، لكن إلى علاقة جديدة مع طهران يمكن أن تنهي الدعم الذي تتلقاه بلادهم من واشنطن، على حد تعبير لوس أنجلوس تايمز، مشيرة إلى أن المنتقدين قلقون من أن الإدارة الأمريكية تقلص من جهودها لمواجهة الجيش الإيراني وحروبها بالوكالة، وتبطئ من جهد فرض عقوبات عليها، وتتهاون مع رعاية إيران للإرهاب. وبحسب الصحيفة، يخشي الإمريكيون من أن يذهب الاتفاق إلى ما هو أبعد من ذلك، وتقوية إيران، بما في ذلك الإفراج عن 150 مليار دولار مجمدة حاليًا، بينما يُصِر المسؤولون الأمريكيون على استمرار فرض العقوبات على إيران. وأضافت أن الإدارة تقدم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحالف العربي بقيادة سعودية في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران، على سبيل المثال، فضلًا عن أنها نشرت سفن حربية لمنع إيران من شحن أسلحة إلى الحوثيين. وما يقلق المنتقدين أيضًا تصريحات الإدارة الأمريكية حول أهدافها من الاتفاق مع إيران، ويصر أوباما والمسوؤلون الأمريكيون على أن الاتفاق النووي يهدف إلى منع إيران من بناء قنبلة وليس مصممًا لفتح علاقة جديدة مع طهران، لكن في أوقات أخرى، قال أوباما أن الاتفاق يمكن أن يفتح الطريق أمام إيران أكثر وسطية ذات علاقات أقوى بالعالم الخارجي وعلاقات أفضل مع الولاياتالمتحدة.