نصف مليون وثيقة ينشرها موقع ومؤسسة "ويكيليكس" تباعا، وكلها عبارة عن مراسلات بعض السفارات السعودية مع وزارات الخارجية التابعة لها كل سفارة، إضافة إلى عدد من الوثائق الخاصة ببعض الشركات العملاقة فى مجال التكنولوجيا. البعد الأمني يسيطر على السياسة الخارطية للملكة العربية السعودية استحوذت المملكة العربية السعودية على حوالى نسبة 12% من إجمالى هذه الوثائق، حيث نشر الموقع ما يزيد عن 60 ألف وثيقة خاصة بالمملكة العربية السعودية، فى النطاق الزمنى بين عامى 2011 و2013. ورغم ضخامة عدد الوثائق التى سربها الموقع، إلا أن معظمها عبارة عن مراسلات بين سفارات المملكة فى عدد من دول العالم وبين وزارة الخاردية السعودية، وتحتوى هذه الرسائل على أمور معتادة تدخل ضمن عمل السفارات، كالتنسيق حول زيارة الوفود الرسمية والاستعداد لاستقبالها ومنح تأشيرات الدخول للوفود والبعثات الدبلوماسية، وبعض الشئون المالية المتعلقة بنفقات السفارات. لم تكن الوثائق المسربة تتعلق بمراسلات بين السفارات ووزارة الخارجية فقط، حيث أن هناك عدد من الوثائق والمراسلات بين رئاسة الاستخبارات العامة للمملكة وعدد من الجهات الرسمية كوزارة الخارجية والديوان الملكى، تعكس اهتمامات ومخاوف المملكة، وتوضح الخطوط العريضة للسياسة الخارجية السعودية، حيث احتوت بعض الوثائق على رسائل تحذيرية من جهاز الاستخبارات العامة السعودى حول تحركات بعض الأشخاص وعلاقاتهم ببعض دول الجوار كالعراق وإيرانولبنان لا سيما الجنوب منها وبصفة خاصة حزب الله وبعض العلاقات باليمن وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر لا سيما بعد حصولهم على الأغلبية فى مجلس الشعب عام 2012، واستعدادهم لخوض الانتخابات الرئاسية. ومن هذه التسريبات نستطيع أن نخلص إلى عدد من النتائج: 1- سيطرة البعد الأمنى على السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية. 2- يمثل الخوف من المد الشيعى والمشروع الإيرانى فى الشرق الأوسط والسيطرة على منطقة الخليج العربى أهم محددات السياسية الخارجية للملكة. 3- يمثل توافق أنظمة الحكم فى الدول العربية العامل الأكبر فى تحديد شكل العلاقة بين المملكة والدول العربية. 4- خطورة جماعة الإخوان المسلمين على النظام السعودى لا تقل عن خطر المد الشيعى على المملكة ولعل أبرز ما يوضح هذه المقاربة هو نص الرسائل التى توضح التقارب بين جماعة الإخوان والنظام الإيرانى والذى تجلى بوضوح فى فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى وسيطرة جماعة الإخوان على مقاليد الأمور فى مصر، وعزم الجماعة على دعم مجموعات العمل التابعة لها فى إيران لاستخدامها كوسيلة للضغط من الداخل. 5- أن للملكة نفوذ واضح ومؤثر فى الجنوباللبنانى وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال طلب عدد من أعضاء مجلس النواب اللبنانى عن جنوبلبنان، مقابلة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل بصفة خاصة لمناقشة بعض الموضوعات المتعلقة بحزب الله المعروف بانتمائه لإيرا