رغم مرور 25 عامًا على هدف مجدي عبد الغني في مرمي هولندا خلال نهائيات مونديال إيطاليا، فإن البعض مازال يتناول سيرته حتى الأن باعتباره الإنجاز الوحيد الذي حققه منتخبنا في هذه البطولة، وأيضًا لأن البلدوزر لم يتوقف يومًا عن تذكيرنا به لدرجة أنه أحيا ذكرى يوبيله الفضي بإعلان تليفزيوني جديد يعرض حاليًا على الشاشات! المباراة جرت يوم 12 يونيو عام 1990، على ملعب باليرمو، الذي نزلت عليه عدالة السماء طبقًا لعبارة الكابتن محمود بكر الشهيرة التي أتفق معها كمشجع لكنني أرفضها كمحلل، لأن الفريق البرتقالي كان هو الأحق بالفوز بعد أن سيطر بصورة شبة مطلقة على الأحداث وأهدر عديد من الأهداف المحققة، في حين اكتفى منتخبنا بالدفاع الصريح مع الاكتفاء بهجمات مرتدة شكل بعضها خطورة فعلية. أتذكر جيدًا كلمات لاعبينا عن الرعب الذي عاشوه عندما رأوا نجوم هولندا وجها لوجه، وتحققوا من حجم أطوالهم الرهيب قبل النزول إلى أرض الملعب مما دعاهم إلى تلاوة كل ما تيسر من آيات القرأن الكريم طلبًا للستر والخروج بأقل الخسائر. الجنرال الجوهري كان يعلم جيدًا مدى الفوارق الفنية والبدنية بين فريقه ومنافسه، لذلك أمر جميع عناصر خط الوسط بالإنضمام إلى الدفاع من أجل التمركز بكثافة أمام الحارس أحمد شوبير في محاولة لإيقاف الطواحين عن الدوران، وهو ما تحقق بالفعل لفترة قبل أن يصاب مرمانا بهدف فكان لزامًا عليه تعديل التكتيك وزيادة عدد طلعاتنا الهجومية علنا نفلح في معادلة النتيجة. الدقيقة 83 شهدت المفاجأة السارة حين أرسل هشام يكن تمريرة أمامية طويلة نحو حسام حسن، الذي اندفع بقوة وكاد أن ينفرد فقام المدافع الشهير رونالد كويمان بجذبه من خارج المنطقة، لكن حسام وقع بداخلها فاحتسب الحكم ضربة جزاء (مشكوك في صحتها) دون أن يطرد كويمان، لأن القانون الحالي لم يكن ساريًا وقتها. مجدي عبد الغني تصدى للتنفيذ بأعصاب فولاذية ووضعها أقصى يمين الحارس الذي أرتمى عليها، لكنه فشل في إيقافها لتهتز الشباك ومعها قلوب ومشاعر كل المصريين الذين خرجوا يومها للإحتفال في الشوارع وكاننا فزنا بالمونديال! مراجعة شريط المباراة يوضح أن المخرج ركز الكاميرا على فرحة عادل عبد الرحمن الهيستيرية معتقدًا أنه مسجل الهدف قبل أن يتم تصحيح الأمر وتظهر صورة مجدي وهو يسجد على الأرض شكرًا لله. منذ ذلك الحين لم يتوقف البلدوزر عن التحاكي والتباهي بالهدف في كل أحاديثه بمناسبة ومن دون حتى زهق الجمهور لدرجة دفعت البعض إلى فبركة فيديو إفتراضي تضيع فيه ضربة الجزاء التي يتم إذلانا بها من ربع قرن! حارس المرمي الهولندي فان بروكلين نسي تلك الأحداث تماما عقب اعتزاله وتفرغه لأعماله الخاصة لذلك أصيب بدهشة كبيرة حين وجد من يبحث عنه بعد هذه المدة الطويلة ويدفع له مبلغ كبير من أجل المشاركة في تصوير إعلان تجاري عن ضربة الجزاء التي سقطت من ذاكرته... تعليقه الوحيد كان: يااااه.. أنتم لسه فاكرين!