تشهد إيران الدولة الإسلامية المحافظة، التي يحكمها نظام ملالي، أعلى نسبة عمليات في العالم للجراحة التجميلية الخاصة بتقويم الأنف، حيث تكاد هذه الظاهرة أن تصبح وباء، حسب مجموعة من الإيرانيين والإيرانيات الذين قرروا الاحتفاظ بأنوفهم الطبيعية وإطلاق حملة "لننقذ الأنف الإيراني" . إنهم يشجعون الإيرانيات عبر صفحتهم على "فيسبوك" تحت عنوان "لننقذ الأنف الإيراني" على "قول 'لا‘ ببساطة" لأي رغبة في الجراحة، ويدعونهن إلى نشر صورهن بأنوفهن الطبيعية. ورسالتهم هي "أنتن جميلات على طبيعتكن أيا كان شكل الأنف، كبير أو صغير أو مستقيم أو معقوف أو فيه اعوجاج". وهم ينددون أيضا بالعمليات التي أصبحت تجرى في أعمار مبكرة أكثر فأكثر، إذ من النادر اليوم أن نجد مراهقات في سن 14 سنة لا تتوجهن لإجراء عمليات تجميل. وعدا التحذيرات التي أطلقت في هذا الشأن، ماذا عن الأرقام؟ حسب المعطيات الصادرة مؤخرا عن الجمعية العالمية لجراحة التجميل، فقد شهدت سنة 2013 إجراء 37423 عملية جراحية للأنف في إيران، أي ما يعادل 0,04% من سكان البلد. وهذا رقم يضم عددا متزايدا من الرجال. مقارنة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فهذه الظاهرة قليلة الحدوث، إذ أجريت عام 2013 في بلاد العم سام 45998 عملية تجميل للأنف، أي بمعدل 0,014% من تعداد السكان. لكن الخطر الذي يهدد الأنف الإيراني حتما ليس مثل الخطر الذي يمس الأثداء الطبيعية عند النساء، فهي أكثر العمليات الجراحية التجميلية على الإطلاق. في الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا، أجريت سنة 2013 وحدها أكثر من 517000 عملية من هذا النوع، أي أن 0,16% من السكان دخلوا قاعات الجراحة. وإذا قارنا هذه النسبة بألمانيا، فسنجد أن 0,014% فقط من السكان خضعوا لهذه العملية. وتقول فتاة تدعى ساهار، فى هذا البلد الإسلامي المحافظ، إنه رغم تغطية معظم الفتيات أجسامهن بالحجاب أو العباية إلا أنهن مهوسات بعمليات التجميل، معتبرة أن إيران عاصمة العالم في التجميل؛ حيث إن معظم الفتيات يقمن بعمليات تجميل لأنوفهن لجعلها أصغر وليست بارزة، خاصة أن هناك حوالي 60 ألف عملية تجميل للأنف تجرى سنويا. وأوضحت أن من تصنع ضمادة على أنفها تعتبرها وسام شرف، على أساس أنها أجرت تجميل لأنفها، لذلك تقوم بعض الفتيات بوضع الضمادة دون عملية حتى يعرف الجميع أنها قامت بإجراء تجميل لأنفها؛ حيث قامت أستاذة جامعية بوضع ضمادة لمدة سنتين على وجهها. وأشارت إلى أن هذه الظاهرة بدأت خلال السنوات الأخيرة؛ حيث بدأت الفتيات يسعن للاهتمام بمظهر الأنف، خاصة أن طبيعة المرأة الإيرانية لديها الأنف بارزة وحادة.