سويسرا - نانسي حبيب أكد إيف روسييه وزير الدولة السويسري للشئون الخارجية، أنه يتفهم التحديات الأمنية التي تواجهها مصر حاليا، موضحا أنه من الصعب جدا أن يكون أي شخص رئيسا لمصر الآن، لكنه أضاف أن مايثير قلقه هو مستقبل مصر خاصة فيما يتعلق بسيادة القانون وبناء الدولة. وأضاف روسييه، في لقاء مع وفد إعلامي مصري من داخل مبنى الحكومة السويسرية في برن، أن مصر تعد الأفضل في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن قلقه من تزايد أحكام الإعدام مؤخرا لأنها تخلق فكرة الثأر بين المواطنين مما سيؤدي إلى زيادة العنف في المجتمع. روسييه قال إنه كان في زيارة للقاهرة مع زوجته أثناء ثورة 25 يناير، معربا عن سعادته من أسلوب تعامل الجيش آنذاك، وكيف أن لحظة نزول الدبابات إلى ميدان التحرير كانت علامة اطمئنان للمصريين رغم أن رؤية الجيش في أماكن أخرى قد يكون مقلقا. وردا على سؤال ل"التحرير" حول أسباب توقف الدعوى المتعلقة بإعادة أموال مبارك، قال روسييه إنهم لا يريدون أموال مبارك ولكن على العكس فهم يريدون من مصر إقامة دعوى للحصول على هذه الأموال، مضيفا إن البنوك السويسرية تريد التخلص منها لأن هذه الأموال "تحرق أصابعهم". وأشار روسييه إلى أنه هناك دول لا تريد استرجاع بعض الأموال المهربة لأنها ستفتح الباب أمام الكثير من المساءلات السياسية ولا أقول أن هذه هي الحالة في مصر. ما نريده من القاهرة هو إجراءات قضائية تسير بصورة جيدة وبعدها لا شئ سيمنع إعادة الأموال كما حدث من قبل مع نيجيريا والفلبين، وهذه ليست مشكلتنا إنما مشكلة مصر في الأساس. وردا علي سؤال بشأن تنامي ظاهرة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ظل ظهور تنظيمات مثل داعش، قال روسييه إن الجميع يشعر بالقلق وأحد المخاوف لدى سويسرا هي عودة الذين ينضمون لداعش من بلادنا ودول أخرى لمجتمعاتهم من جديد، فهؤلاء أغلبهم شباب فاشل أسريا ودراسيا ويريد أن يجذب الانتباه إليه، وعندما يعودون إلى بلادهم في أوربا لا يمكن محاكمتهم لغياب الأدلة عن إدانتهم ولا نستطيع إرسال الشرطة السويسرية للتحقيق معهم مثلا في سوريا أو العراق. وفسر روسييه أسباب انضمام الشباب إلى داعش، بأن هناك تشابه بين هؤلاء الشباب والذين يحاربون في سورياوالعراق فكلهم أغبياء لم يحققوا شيئا في حياتهم ويشعرون أنه من خلال مشاركتهم مع التنظيمات الإرهابية سيصبحون أشخاصا لهم أهمية، هؤلاء جوعى للشهرة ومرضى نفسيين، مضيفا أنا لست مسلما ولكني أعلم عن الإسلام أكثر من هؤلاء الذين يحاربون في داعش. وردا علي ما إذا كان هناك مناقشات لتجميد أموال جماعة الإخوان المسلمين، قال روسييه إنه لا يعلم ما إذا كان أحد قد تقدم بطلب لتجميد أموال الرئيس السابق مرسي أو أحد أفراد جماعته بالأساس. وأوضح أن سويسرا لا ترى جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أو إجرامية، مضيفا إن تاريخ الإخوان ليس كله تاريخا إرهابيا كتنظيم مثل داعش، وليس كل من ينتمي للإخوان إرهابي كما أن فكرهم لا يندرج تحت فكر الإرهاب، مشيرا إلى أن الذين يقتلون باسم داعش هم من يطلق عنهم إرهابيين. واستشهد روسييه بمقولة للروائي اللبناني الشهير أمين معلوف، بأن الجميع يراهن على تحقيق الاستقرار بأي ثمن. وهذه كانت الحال مع الرئيس الأسبق مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، كل ما يريدونه هو الاستقرار وبالتالي كانوا لا يتركون مساحة للتعبير عن الرأي. وكان المكان الوحيد الذي يمكن التحدث فيه بحرية هو المسجد لذلك كان من الطبيعي عندما تسقط هذه الأنظمة أن يصبح من كانوا في المساجد هم من يحكمون، ولم يكن مثيرا للدهشة أن تجد الشعب يستمع لهؤلاء الناس الذين كانوا يتحدثون معهم في المساجد. وأعرب روسييه عن قلقه من العودة لنفس النقطة وهي الخوف على تحقيق الاستقرار والوضع الأمني فقط. روسييه أضاف، أنه ليس مقيّما للأوضاع في مصر، وأنه ولا يمكن مقارنة ثلاثين عاما بعام واحد فقط، لكن لا يجب تكرار الأخطاء ال30 سنة الماضية بحجة تحقيق الاستقرار الأمني واعتباره الأهم فقط، مشددا علي ضرورة توفير مناخ جيد لممارسة الحريات والمجتمع المدني وتحسين وضع المرأة، مع مراعاة حرية الرأي والتعبير.