في ظل لعبة شد الحبل بين حزب العدالة والتنمية، الذي فاز بأغلبية ضئيلة في الانتخابات الأخيرة تدفعه إلى الائتلاف مع المعارضة، تشهد الفترة الأخيرة قيام كل طرف بوضع شروطه لتشكيل حكومة جديدة تضم هذا وذاك، أخر تجليات ذلك إعلان حزب الحركة القومية المعارضة عدم فتح صفحة جديدة مع العدالة والتنمية إلا بعد محاسبتها. دولت بهتشلي زعيم حزب الحركة القومية المعارض، قال إنه "لا يمكن فتح صفحة جديدة فى البلاد دون محاسبة عن فترة ال13 عاما الماضية التى قضاها حزب العدالة والتنمية فى الحكم"، مضيفًا أن "أنقرة بدأت عهدا جديدا مع ظهور إرادة الشعب فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ومن المستحيل فتح صفحة جديدة أو العفو عن الانتهاكات الدستورية والقانونية الصارخة التى ارتكبها النظام فى فترة حكمه الأخيرة دون محاسبة". بدوره أعلن صلاح الدين دميرتاش -رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المعارض- إن التفجيرات التي شهدتها مدينة ديار بكر جنوب شرق تركيا مؤخرًا، ما كانت لتحدث لولا وجود دعم من بعض أجهزة الدولة، مضيفا "لو كانت هذه الانفجارات أسفرت عن مئات من القتلى لعملوا على خلق أجواء من الفوضى العارمة، إذ خططوا لإقحام المنطقة في حرب أهلية واشتباكات داخليّة بدءًا من مدينة ديار بكر، من أجل الحيلولة دون إجراء الانتخابات، لو تحقق ما خططوا له لدخلنا في مرحلة حرب شعواء مثل سوريا". وأضاف دميرتاش "لو كانت محافظة ديار بكر ومديرية الأمن تمتلكان الاستخبارات الكفيلة بمنع وقوع التفجيرات لكانتا فعلتا ذلك. هذا الأمر ما كان بالإمكان أن يحدث لو كانت لديهم معلومات مسبقة في هذا الصدد. لكن هناك ضعفاً في الاستخبارات، ولا يمكن تنفيذ هذه الهجمات دون تعاون مع جهات وبؤر داخل الاستخبارات". في السياق نفسه، ناقشت فيديركا موجريني المسؤولة بالاتحاد الأوروبي، في اتصالات هاتفية مع قادة عدد من الأحزاب السياسية التركية مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد. وفي واقعة غريبة من نوعها، خلعت سيفيل آي سعيد -زوجة أحد نواب العدالة والتنمية- الحجاب بمجرد فشل زوجها رفعت سعيد نائب الحزب عن مدينة إزمير في دخول البرلمان، وحذفت سيفيل صورها بالحجاب من حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي. وقام زوجها رفعت سعيد بحلق لحيته بعدما فشل في الاحتفاظ بمقعده في البرلمان.