تضررت السياحة النيلية القائمة بمحافظة الأقصر بشكل كبير نظرا لتراجع نسبة الإشغال السياحي، بالتزامن مع بدء الموسم الصيفي، والذي يعتبره خبراء السياحة بمنطقة مصر العليا موسما للكساد السياحي، فضلًا عن الضربية التي دفعتها المحافظة في فترة ما بعد الثورة والتي تسببت في عزوف السياحة الأجنبية عنها بسبب الحالة الأمنية المتردية التي عانتها البلاد خلال السنوات الماضية. وترصد "التحرير" مشكلات قطاع السياحة النيلية وأهم الصعوبات التي يواجهها حتى يتمكن من استعادة عافيته. يقول الخبير السياحي أشرف فرج، إن القطاع السياحي بمحافظة الأقصر يعاني الكثير من المشكلات التي تتسبب في خلق أعباء عليه خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا من حيث نسب الإشغال السياحي. وأشار فرج إلى أن أهم المشكلات التي يعانيها قطاع السياحة النيلية خلال تلك الفترة ارتفاع التكاليف في ظل انخفاض الدخل، موضحا أن معظم البواخر والفنادق السياحية باتت غير قادرة على سداد أجور العاملين بها، وهذا ما ساهم في اضطرار أصحاب البواخر في تسريح العشرات من العمالة والدخول في نزاعات قضائية معهم. وتابع: أن الكساد السياحي تسبب في عدم تمكن البواخر السياحية من تحمل ارتفاع أسعار الوقود، مشيرا إلى أن المشكلة ظهرت بقوة بعد التعاقدات التي أبرمتها البواخر السياحية مع منظمي الرحلات فى الخارج، والتي تم الاتفاق خلالها على عدم جواز تغيير الأسعار المتفق عليها. من جانبه قال الخبير السياحي محمد الشايب، إن القطاع السياحي بمحافظات مصر العليا، لن يتمكن من استعادة عافيته إلا من خلال قيام الحكومة باستغلال الطاقات الشبابية المتميزة والممارسة للعمل السياحي، مشيرا إلى أن محافظات الصعيد تضم عددا من خبراء السياحة المتميزين الذين يتم الاستعانة بهم بعدة دول أجنبية. وأدرف علي: "القطاع السياحي في حاجة ماسة إلى إقامة عروض إعلانية في الخارج من خلال استغلال القنوات المحلية الأروبية، وإقامة المهرجانات الدولية السياحية والدعوة لحضورها من خلال السفارات الأوروبية". وكشف مدير شرطة السياحة والآثار بالأقصر، العميد بهاء حامد، أن القطاع السياحي برمته يعاني خلال تلك الفترة من صعوبات في تحقيق نسب إشغال مرتفعة على الرغم من توافر عنصر الأمن بالمحافظة، ولكن درجة حرارة الجو ساهمت في انصراف السائحين عن السياحة. وأوضح أن نسبة الإشغال السياحي بالمحافظة سجلت معدل 7 % بالنسبة للسياحة النيلية، حيث وصل عدد البواخر التي تعمل بالمحافظة ل32 باخرة من أصل 255 باخرة، وهذا ما يعد نسبة متدنية للغاية. فيما تطرق مسؤول سياحي بالمحافظة رفض ذكر اسمه، إلى أن المأزق الذي تمر به السياحة النيلية دفع العديد من أصحاب البواخر السياحية إلى اضطرام النيران بها بقصد الحصول على مبلغ التأمين، والدليل على ذلك وقائع الحريق المتكررة التي تعرضت لها العديد من البواخر السياحية.