لم تكن نكسة 5 يونيو عام 1967، برغم قسوتها على المجتمع المصري وبرغم المرارة التي خلفتها في نفوس المصريين، إلا دافعا قويا ودليلا على إرادة الشعب الذي أبى الاستسلام للهزيمة، وصمم على استمرار نهضته الاقتصادية والاجتماعية، وعليه حققت مصر عدة إنجازات في السنوات القيلة التي تلت النكسة وحتى وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. أولا: تحمل الاقتصاد المصرى تكاليف إتمام بناء مشروع السد العالى العملاق، ولم يكتمل بناء هذا السد إلا سنة 1970 قبيل وفاة الرئيس عبد الناصر. ثانيا: بناء مجمع مصانع الألمونيوم في نجع حمادي وهو مشروع عملاق بلغت تكلفته ما يقرب من 3 مليارات جنيه. ثالثا: حافظت مصر على نسبة النمو الاقتصادي قبل النكسة والتى بلغت 7% حسب تقرير البنك الدولى رقم «870 أ»، بل أن هذه النسبة زادت في عامي 1969 و 1970 وبلغت 8% سنويا، وكانت تلك النسبة للنمو الاقتصادي في مصر لا مثيل لها في العالم النامى كله حيث لم يزد معدل التنمية السنوى في أكثر بلدانه المستقلة خلال تلك الفترة عن اثنين ونصف في المائة بل أن هذه النسبة كان يعز مثيلها في العالم المتقدم باستثناء اليابان، وألمانيا الغربية، ومجموعة الدول الشيوعية. رابعا: استطاع الاقتصاد المصرى عام 1969 أن يحقق زيادة لصالح ميزانه التجارى لأول و أخر مرة في تاريخ مصر بفائض قدرها 46.9 مليون جنية بأسعار ذلك الزمان. خامسا: تحمل الاقتصاد المصرى عبء إعادة بناء الجيش المصرى من الصفر وبدون مديونيات خارجية، وكانت المحلات المصرية تعرض وتبيع منتجات مصرية من مأكولات وملابس وأثاث و أجهزة كهربية. سادسا: قبيل وفاة الرئيس عبد الناصر أتمت مصر بناء حائط الصواريخ الشهير، وأتمت خطط العبور وتحرير الأرض العربية كلها. سابعا: عندما مات عبد الناصر بعد ثلاثة أعوام من النكسة، كان اقتصاد مصر أقوى من اقتصاد كوريا الجنوبية، ولدى مصر فائضا من العملة الصعبة تجاوز المائتين والخمسين مليون دولار بشهادة البنك الدولي.