قال هشام السروجي، الناشط السيناوي، اليوم الأربعاء، أن شادي المنيعي، قائد العمليات في تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، كان فقيرًا، شأنه شأن كل شباب القبائل في سيناء، فلا عمل هناك سوى السياحة والزراعة. وأضاف السروجي، في تصريح ل"التحري"، أن المنيعي كان يعمل في أحد المقاهي في مدينة العريش كنادل، ثم اتجه للتهريب عبر الأنفاق مع قطاع غزة إبان حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وكان يهرب البضائع في شنطة، يكسب من وراء كل عملية 200 جنيه فقط، وكان يعيش في بيت متواضع، ثم راج عمله حتى أصبح يهرب الأفارقة لإسرائيل، في عهد مبارك أيضًا، وكان يبيع أعضاء من يموت منهم. وتابع: "ظل المنيعي يعمل في التهريب حتى تم إلقاء القبض عليه في 2009، بتهمة التهريب، وسجن في القضية جنائيًا، ولكنه وضع مع مسجوني الجماعات الإسلامية والتكفيريين، ومن تورطوا في تفجير طابا في التسعينات، حيث كانت هذه سياسات حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق مع أبناء سيناء، فكان يضعهم مع الإرهابيين، ونجح التكفيريين في زرع الأفكار الجهادية وانتهاج العنف في عقل المنيعي، وبعد خروجه من السجن تحول من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، من شاب لا يصلي الجمعة، إلى شخص متدين، وأطلق لحيته وبدأ يمارس ما تعلمه على مجتمعه، حيث أصبح يعلمهم الأفكار التكفيرية، ويزرع بذور الفتنة في عقول البدو، فمشكلة السيناويين أنهم منغلقون على أنفسهم، كما أننا لم نرى من الحكومة سوى الأفرول الأسود الخاص بالداخلية". وأشار السروجي إلى أنه بعد ثورة 25 يناير، أصبح المنيعي على علاقة قوية بجماعة الإخوان، ثم سافر لسوريا، وعاد ليكون رئيس وحدة العمليات بالتنظيم الإرهابي، مردفًا أن المنيعي يملك ما لا يقل عن 250 مليون جنيه الآن. واتفق معه في الرأي سعيد أعتيق، الناشط السيناوي وابن قبيلة السواركة، مؤكدًا أن المنيعي نجح في الحصول على ملايين الجنيهات من محمد دحلان القيادي الفلسطيني، ونائب المجلس التشريعي لحركة "فتح" خلال عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، معقبًا: "المنيعي كان شابًا فقيرًا، ولم تظهر عليه علامات الثراء إلا بعد خروجه من السجن، حيث كان متهمًا بالتهريب، وكان شخص غير متدين حيث كانت لديه ميول جنسية منحرفة، فكان يغتصب السائحات الروسيات وينشر صورهن على الإنترنت". وأردف: "لكن بعد خروجه من السجن، ظهرت عليه علامات التدين والثراء معًا، حيث التقى بعدد من شيوخ التكفير داخله، ونجحوا في عمل غسيل مخ له، وأصبح منظرًا ومفتي ديني، ونجح أيضًا في استمالة عدد من شباب القبائل لصفه، وأسس تنظيم بيت المقدس بعد عمله في تهريب الأفارقة لإسرائيل بالتنسيق مع أحد ضباط الموساد". ولفت إلى أن المنيعي كان بمثابة واجهة لبعض رجال الأعمال في سيناء، فكان سمسارًا لعدد منهم، وكان ينفذ عملياته "القذرة" وعلى الأخص، التهريب لصالحهم مقابل عمولة كان يحصل عليها، موضحًا أن "المنيعي نجح في تكوين ثروة ضخمة وصلت 250 مليون جنيه، بالإضافة إلى حصوله على مبالغ طائلة من حركة حماس، التي أرادت حل القضية الفلسطينية عبر توطين سكان غزة داخل سيناء، بمخطط واضح مع أنصار بيت المقدس ودحلان، الذي لا يريد استقرارا لمصر وبالأخص سيناء". واستطرد أن المنيعي كان بمثابة رجل حماس الأول، فكان المسئول عن تهريب المواد الغذائية والبترولية والسلاح لها، عن طريق الأنفاق، فكان يدير عددًا لا بأس به من الأنفاق، كما أنه هرب الأفارقة لصالح إسرائيل بتنسيق كامل معها. وذكر أعتيق أنه خلال أحداث ثورة 25 يناير وبعدها، دخلت 5 مليون قطعة سلاح لسيناء، سيطر تنظيم "بيت المقدس" على أغلبها، مشيرًا إلى أن حكومة مبارك كانت تسمح للسيناويين بالتجارة في كل أنواع السلاح، وأيضًا كانت تجارة السلاح أحد عناصر تكوين المنيعي لثروته الطائلة. ومن جانبه قال نبيل نعيم، الجهادي السابق وأحد مؤسسي تنظيم القاعدة، إن "كل أعضاء التنظيمات الإرهابية يحصلون على تمويل من الخارج، والمنيعي يعتبر قائد عمليات التنظيم، وبالتالي فهو يحصل على ملايين الجنيهات من دول داعمة للإرهاب كقطر وتركيا"، مبيّنًا أن المنيعي يحصل على الأسلحة من بعض الدول، بالإضافة إلى أن تجارة الأنفاق والتهريب، تعد أحد أهم مصادر ثروته.