شهد رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، اليوم الأربعاء، حفل تكريم رئيس الوزراء الأسبق، عبد العزيز حجازي، الذي نظمته جامعة النيل، في حضور عدد من الشخصيات العامة. وقال محلب، في كلمته بالحفل، "اسمحوا لي في البداية أن اتقدم بخالص الشكر لإدارة جامعة النيل على تنظيم حفل تكريم للمغفور له بإذن الله الدكتور حجازي، فالوفاء هو أكرم الكرم، مردفًا: "إن هذا الجمع الكريم هو إحدى صور التعبير عن العرفان والوفاء الكريم لهذا الراحل الكبير، الذي ترك لنا ما نتلقاه حبًا في قلوبنا وأسماعنا ووجداننا ونفوسنا، وإن جامعة النيل لتضرب بتكريمها لاسمه أروع الأمثلة فيما يجب أن يكون عليه تعظيم أسماء الشرفاء من أبناء هذا الوطن، فلقد كان دفاعه عن فكرة إنشائها درسًا لنا وللأجيال من بعده، ومثالًا يُحتذى به في كيفية الحصول على الحق، والانتصار في الرأي، بالأدب الجم والعلم المستنير، والحجة القوية". وتابع: "إنني إذ أقف بين أيديكم اليوم، ينتابني شعور مزدوج ما بين العرفان والتقدير لاسم واسهامات الراحل العظيم، وما بين الحزن والأسى على رحيله، وهو الذي أفنى حياته لخدمة قضايا بلده سواء خلال تقلده المناصب العامة، أو بعد خروجه منها، فما أقسى أن أتحدث عن أخ كبير وأستاذ قدير، وما أصعب أن أستعرض مآثر وخصال رجل ناكر للذات، نذر حياته لوطنه، وكان على تواضعه ووداعته صلبًا شديد المراس في الحق، لا يخاف فيه لومة لائم". وأردف محلب: "لقد عرفت المرحوم، وعرفه معي الكثيرون، كأستاذ جامعي بارز، وظاهرة اقتصادية فذة، تقلدت العمل العام في ظل ظروف دقيقة وصعبة للغاية على الأمة، فالفقيد، وهو الحاصل على شهادة دكتوراه الفلسفة في التجارة، من واحدة من أرقى جامعات إنجلترا، تبوأ منصب وزارة الخزانة في أواخر الستينات بعد نكسة 1967، فساهم ورفاقه في تخطي الأزمة والإعداد للثأر والانتصار، ثم أصبح نائبًا لرئيس الوزراء، ووزيرًا للمالية والاقتصاد والتجارة الداخلية، ثم كانت ثقة الرئيس الراحل أنور السادات فيه فقلده منصب رئيس الوزراء، عقب انتصارات أكتوبر، ليأخذ من إخوانه في ساحة الحرب راية النصر، ويثبتها في مواقع البناء والانطلاق الاقتصادي". وأضاف: "لقد كان دائم التواصل معي عقب تقاعده عن العمل الحكومي، وأثناء عملي كرئيس لشركة المقاولون العرب، ثم كوزير للإسكان، ثم كرئيس للوزراء، يدلي بغير كلل ولا ملل بنصائحه الغالية في كل المواقف التي تتعلق بالقضايا الوطنية أو الشأن العام، لا يريد سوى رفعة وطنه، وتحقيق ما فيه الخير لصالح المواطنين، لمستُ منه دومًا طيب النفس، وشفافية الروح وكريم الأخلاق الحميدة". وأكد محلب أن "حجازي نموذج نفتقده اليوم، ونقتقد إلى تلك الطاقات التي تعمل بجد وتنتج في هدوء، وإلى هؤلاء الجنود الذين يعشقون العمل ويقدسون تراب الوطن"، مختتمًا: "لا أقول له وداعًا بل أقول له إن أثركم الطيب باق، ولقد مضيت ونحن لا شك على نفس خطاك وعزمك ماضون، وإنك وإن ترجَلت اليوم فسيحمل الراية بعدك، اليوم وغدًا، فرسان أوفياء للعهد، مستكملين للدرب".