في عام 1947 كان يتواجد في مصر ما بين 75 ألف و80 ألف يهودي في مصر، أما الآن نحن نتحدث عن 7 سيدات عجائز فقط، يحملون الجنسية المصرية ويدينون باليهودية، وبالتالي فهذه الطائفة الدينية الأقل في مصر معرضة للاندثار في المستقبل المنظور، ويأتي هذا نتيجة عوامل كثيرة أهمها زرع الكيان الصهيوني في الوطن العربي، وهجرة كثير من اليهود المصريين إلى "أرض الميعاد". ففي 22 سبتمبر 2014، قال مسؤولون في مطار القاهرة الدولي، أن القرية تسلمت 30 طردا من المأكولات والمشروبات، تزن 358 كيلو جرامًا، عبارة عن هدية من الحكومة الإسرائيلية، للطائفة اليهودية بمصر، قادمة عبر طائرة إسرائيلية. وقيل حينئذ أن الطرد موجه إلي يهود مصر المعرضين للانقراض وهم 12 فقط بينهم 11 سيدة ورجل واحد، يعيشون في القاهرة، ومعظمهم يقبع في دور رعاية المسنّين، وأن رئيسة الطائفة «ماجدة هارون» تدير ممتلكات يهودية في مصر تقدر ب12 معبدا و4 مقابر و5 مدارس بلا طلاب في كافة أنحاء مصر، أشهرهم المعبد اليهودي الرئيسي بشارع عدلي بوسط القاهرة، والعديد من الآثار التراثية. ولكن في أحدث مقابلة مع «ماجدة هارون» رئيسة الطائفة اليهودية، أجريت الشهر الجاري، قالت إن عدد أفراد الطائفة أصبح 7 سيدات فقط من العجائز في دور المسنين، بعدما توفي بعضهم منهم شقيقتها نادية التي توفيت العام الماضي وكانت تدير معها شئون الطائفة، ما يعني وفاة 5 آخرين في أقل من عام، وهو ما يطرح احتمال اختفاء وانقراض اليهود من مصر تماما خلال عام أخر أو عامين علي أقصى تقدير، بعدما كان عدد اليهود المصريين يتراوح بين 75 و80 ألف شخص عام 1947. وتقلص أعداد اليهود في مصر، جلب معه أيضا اختفاءا ملحوظا لشعائرهم وغلق معابدهم وتحولها إلي مناطق سياحية مهملة، فعلى الرغم من وجود أقدم المقابر اليهودية بالعالم في مصر؛ فإنها متروكة عرضة للإهمال والتخريب، وتقول «ماجدة» إن هناك نحو 12 معبدًا يهوديًا في القاهرة والإسكندرية لا تتم صيانتها، وأغلبها أغلق لعدم وجود أشخاص تقصدها للصلاة. فأشهر معابدهم هو المعبد اليهودي الرئيسي بشارع عدلي بوسط القاهرة، وبه العديد من الآثار التراثية، ومع هذا فلا يمكنهم حتى إقامة الصلاة الرسمية في هذا المعبد أو الكنس اليهودية لأن الصلاة تتطلب عشرة أفراد رجال على الأقل ومن لا يزالون يعيشون في مصر منهم كانوا 12 فقط بينهم 11 سيدة ورجل واحد حتي مارسالماضي 2014، ثم أصبحوا 7 سيدات فقط، وكلهم يعيشون في القاهرة، ومعظمهم يقبع في دور رعاية المسنّين. وهو ما جعل هذه المعابد بلا صلاة أو جمهور، باستثناء الفترات التي يزور فيها يهود الخارج مصر لحضور مناسبات أو موالد منها «مولد أبو حصيره» في محافظة البحيرة شمال مصر، الذي منعت السلطات الاحتفال به بشكل نهائي العام الماضي، ودفع هذا رئيسة الطائفة اليهودية لعقد إفطار في رمضان الماضي لبعض الرموز اليسارية والليبرالية داخل المعبد الشهير بوسط القاهرة. وكان الاهتمام الإسرائيلي بيهود مصر قد بدأ عقب توقيع معاهدة السلام مباشرة، ثم تحول إلى دعم ليهود مصر منذ عام 1982 حيث سعت السفارة الإسرائيلية في ذلك الوقت لضم المعابد المصرية كعضو في المؤتمر اليهودي العالمي حتى تتلقى دعما ماليا من المؤتمر ليهود مصر ومعابدهم ليصبح يهود مصر هم العضو رقم 67 في المؤتمر العالمي اليهودي ويتلقون الدعم من منظمة الجونيت اليهودية كل عام . ووفقا لأرقام رسمية مصرية فقد كان عدد اليهود عام 2009 قرابة 500 يهودي بعد معاهدة السلام مع الدولة الصهيونية، وغالبيتهم كانوا من البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية أو الخبراء الزراعيين أو رجال الأعمال اليهود، أو المصريين اليهود الذين هاجروا من مصر قبل ثلاثين عاما ثم عادوا للعمل، وقد طالبوا رسميا بتوسيع بعض المعابد وتطويرها وخصوصا مقبرة أبو حصيرة الذي يدعى أنه حاخام مصري مدفون في محافظة البحيرة، والتي كان يحج إليها كل عام قربة ألف من اليهود، ثم صدرت أحكام قضائية بمنع الاحتفال. وقد قدرت دراسات مصرية قديمة حجم الجالية اليهودية في بداية القرن العشرين وفقًا للتقديرات شبه الرسمية ب100 ألف يهودي، غادروا خلال سنوات الحرب العربية الطويلة مع إسرائيل، وخاصة عقب عدوان 1956 الثلاثي الذي شاركت فيه إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، ثم رحل البقية الباقية بعد حرب 1967 الشهيرة واحتلال سيناء. وبعد احتلال فلسطين وحرب 1948 زاد العداء الشعبي تجاه غالبية اليهود في مصر حيث كانوا متهمين بالعمل ك«طابور خامس» لحساب إسرائيل، وبعد حركة يوليو 1952 تعرض بعض اليهود إلى الاعتقال والترحيل ووضعوا تحت الحراسة، وقد عدد من اعتقلوا في 7 ديسمبر 1956 بنحو 900 شخص على الأقل بحسب تقرير نشرت في صحيفة «نيويورك» عام 1950. وفي منتصف الخمسينيات أمم الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» ضمن سياسة التأميم، ممتلكات 539 يهوديًا بالاسم و105 شركة مملوكة لهم، وفي شهر نوفمبر من عام 1956 عدّلت مصر قوانين المواطنة والجنسية لمنع اليهود وأقليات أخرى من الحصول على الجنسية المصرية، ما أدي لطرد 500 يهودي من مصر، منهم من كان يحمل الجنسية المصرية ومنهم من كان بلا جنسية. وعقب حرب 1967 هاجر من تبقي منهم واستمر التناقص حتي توشك الطائفة اليهودية علي الانقراض بالكامل من مصر في غضون عام أو عامين علي أقصي تقدير.